المنهج الإصلاحي في ثورة الإمام الحسين عليه السلام
الكلمات المفتاحية:
المنهج الإصلاحي في ثورة الإمام الحسين عليه السلامالملخص
بعد أن أكملنا هذا البحث لا بد أن نضع خاتمة نلخص بها أهم النتائج التي توصلنا إليها، وهي الآتي: أولاً: إن الدارس لثورة الحسين الإمام a سيجد أن ما قام به، يعد حدثاً تاريخياً بالغ الأهمية، ليس على مستوى العالم الإسلامي، لأنها كانت في أحد اهم أسبابها محاولة جادة لتغيير الأوضاع السائدة، وإحياء مبادئ الدين الإسلامي التي طمست بفعل السياسات الخاطئة البعيدة عن روح الإسلام، مع إدراك الإمام الحسين a أن ذلك قد يكلفه حياته، وهذا ما حدث بالفعل. ثانياً: كان الإمام الحسين بحكم مركزه الاجتماعي مسؤولاً امام الأمة الإسلامية، لذلك ادرك أن عليه إصلاح الأوضاع السائدة، ومقاومة الظلم والاضطهاد عن هذه الأمة، وأنه لا يجدي في أي حال من الاحوال التزام جانب الصمت لأن الإصلاح يحتاج إلى الدعوة السلمية فإن لن تنجح فالثورة، لذلك نرى أن الإمام الحسين a لما ادرك ان الأقوال لا تجدي مع حاكم مثل يزيد واعوانه، قرر المواجهة فضحى بنفسه وأهل بيته ليعيد إلى الإسلام العدل والمساواة وحكم القرآن الذي يرفض الظلم بكل أشكاله.ثالثاً: كانت ثورة الإمام الحسين a في أحد اسبابها الدعوة إلى إصلاح الأمّة بهدف إظهار معالم الدين وأمن المظلومين والعمل بالفرائض والسنن والأحكام، وكما كان اصطلاح الأمة في إطلاقه عن الاجتماع الآدمي (أمة جدي) ويعني الإنسانية جمعاء يضع الإمام الحسين a في هذا الاصطلاح إطلاق المعنى لتبيان مفهوم الحكم الإسلامي والحكومة الإسلامية، والأحكام الإسلامية وعليه فإن منهجية الثورة تدعوه الإصلاح في مجال المصالح والأحكام الإصلاح المتعلق بالإنسان. رابعاً: من النتائج المترتبة على ثورة الإمام الحسين a أنها فتحت الباب على مصراعيه لثورات وانتفاضات عمت العالم الإسلامي، وكان هدفها الإصلاح والتغيير، وهذا يبدو واضحاً من خلال المحاولات التي قام بها المعارضين للحكم الأموي والتي كان من نتائجها المباشرة اسقاط الدولة الأموية، بل أننا لا نغالي إذ قلنا، ان حركات المعارضة في العصر العباسي كانت في معضمها الدعوة للإصلاح على المنهج الحسيني. خامساً: إن منهجية الثورة عند الإمام الحسين a، فضلاً طريقة إدارة الصراع ضد الظلم وجبروت الحاكم يمكن ان تكون تراثاً خالداً ومنهلاً للثوار ورواد التغيير في العالم الإسلامي، وهذه المنهجية يجب أن تدرس في المدارس العسكرية لما تحمل من معاني في الدعوة بالحسنى من أجل التغيير، فإن لم ينفع فالمواجهة القائمة على الصبر والجلد والتحدي وعدم التراجع عن الهدف المنشود مهما كلف ذلك. سادساً: وعلى هذا المنوال، فإن دراسة ثورة الحسين a ليس لمجرد الذكرى وقراءة الماضي والتأسي به، إنما هي حاجة ضرورية تفرضها الظروف المأساوية التي يمر بها العالم الإسلامي، وتفشي ظاهرة الظلم والقهر التي يتعرض لها أبناء هذا العالم، لأن حكام المسلمين وبمختلف مسمياتهم قد تسلطوا على رقاب الناس وسلبوا الحقوق، حتى أصبح اعداد كبيرة من امن أبناء هذه البلاد يفكروا بترك الأوطان والرحيل إلى بلاد الغربة كي يجدوا بعض الذي جاء من أجله الإسلام، من العدالة والمساواة وحسن تنظيم المجتمع والحقوق المدنية التي يتباها بها حكام الغرب المسيحي.