الخـطاب الحسـيني وأثـر القـرآن فـيه
الكلمات المفتاحية:
الخـطاب الحسـيني وأثـر القـرآن فـيهالملخص
إنّ الأمم تفتخر بما يقدّمه مفكروها من إنجازات علمية وثقافية، وتتسامى ببطولات قادتها وثائريها ولاسيّما الذين وقفوا مدافعين عن قيم السماء، ولتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الجور والطغيان والفجور والغرور السفلى، ومما تفتخر به الإنسانية عموماً والأمة الإسلامية خصوصاً قائد النهضة الحسينية، هذه النهضة التي كان بطلها الشخصية الفذة المتفردة في الإيمان والشجاعة والفداء، تلك هي شخصية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب d.لقد أعطى الحسين a للإنسانية كل ما وهبه الله سبحانه؛ لذا عُدّت نهضته مَعْلَماً بارزاً من معالم المجد والخلود والسؤدد، فنهضته امتداد للثورة المحمدية الرائدة؛ إذ زخرت سيرته بالدعوة والكفاح درءاً للمفاسد وطلباً للإصلاح، فقد أوصل من نشيد الخلود ختام القصيدة بالمطلع - على حد تعبير الجواهري في عينية رائعة له.وآثرنا في هذا البحث الموجز أن نتأمل كلمات الحسين وخطابه متتبعين هذا الخطاب في نهضته الرائدة في الحجاز ثم ملحمته في كربلاء، لنقف على نصوص الإمام صانع هذه الملحمة، ومدى ارتباطها بالنصوص القرآنية بوصفها خطاباً كونياً، ولنفضي إلى القيم الإبلاغية والتأثيرية التي أتاحها هذا التعالق النصي بين الخطاب الإمامي والخطاب الإلهي؛ ولأن الإمام الحسين أدخل خاصيته الفردية في خطابه؛ لذا توجهنا إلى الكشف عن هذه الخاصية، وحسبنا أننا تأملنا ما يمكن أن يطلق عليه بيانات الملحمة الحسينية، وتأثرها بالقرآن الكريم في أوامره ونواهيه وقصصه وعبره، وبما يحمل من حوادث ومواقف وشخصيات اتكأ عليها الخطاب الحسيني الملحمي وجسّدها واقعاً في كربلاء؛ إذ نجد استدعاءً مكيناً للشخصيات القرآنية ولاسيّما شخصيات الأنبياء d وما حدث لهم مع أقوامهم ومخالفي نهجهم القويم.كل ذلك سيكون مدار هذا البحث الموجز الذي نأمل منه الوقوف على فاعلية التعبير في الخطاب الإمامي، الذي رُصَّن باستدعاء النصوص القرآنية في منظومة التناص وآفاق هذه التناصية، ليكون النص الجديد مكتنزاً بما لا حصر له من الدلالات التي سنراها في الخطاب الحسيني في ملحمته الخالدة.