التحولات الثقافية في المجتمع الكوفيّ من تولي الإمام علي عليه السلام الخلافة حتى مقتل الإمام الحسين عليه السلام
الكلمات المفتاحية:
التحولات الثقافية في المجتمع الكوفيّ من تولي الإمام علي عليه السلام الخلافة حتى مقتل الإمام الحسين عليه السلامالملخص
- استطاع الإمام علي a بالوقوف على بنية الذات الجمعيّ أن يتأمل المواقف والأحداث، وأن يختار ما يريد من المقولات الاجتماعيَّة التي تشع من أفقه، من حيث كونه في طليعة الأفراد الذين حاولوا تكوين ذات جماعيَّة تجاوز الذات الفرديَّة.2- اتخذ الإمام a نمطين من السلوك تُجاه المجتمع الكوفيّ، اتسما بالتَّنوع والاختلاف، تمثل نمط سلوك الأول باستنهاض همم أهل الكوفة؛ لنصرته في معركة الجمل، أما نمط السلوك الآخر؛ فتمثل في مرحلة خلافته الأخيرة بالتوبيخ والزجر والتعنيف, دلالةً على موت الإرادة، إذ أصبحوا من حيث البنيويَّة العقليَّة والأُسس الانثروبولوجيَّة على ثقافة واحدة, وهي أن يدعو بعضهم بعضًا بالطبائع، وليس بالقول والإشارة فقط, فهم في هذه المرحلة النفسيَّة السلوكيَّة أصبحوا لا يراعون الانتباه؛ لأنَّهم فقدوا الإحساس بالحياة, بل تجرؤوا على الله ورسوله وخليفته بأفعالهم وسلوكياتهم. 3- مارس زياد ابن أبيه على مجتمع الكوفيّ أشدّ مظاهر الاضطهاد الفكريّ، والتهجير القسريّ للإنسان من محل سكناه؛ لكونه يفكر بعقله لا بعقل غيره، ويؤمن ويحب بقلبه لا بقلب غيره، إذ تُعدُّ هذه المظاهر، فضلًا عن عوامل (الاغتراب، وتنوع الجند من العرب والعجم) من أبرز عوامل التحول الثقافيّ في بنية المجتمع الكوفيّ، إذ.تظافرت تلك العوامل والمظاهر في تشكيل الازدواجية التثاقفيّة في المجتمع، التي أدت فيما بعد إلى قتل الإمام الحسين a وأهل بيته وأصحابه.4- تمثل ثنائية (الرضا والسخط) مقياس الوحدة في المصير، في مجتمعٍ تنطبق عليه معايير هذا المقياس، فإذا رضي الناس بعملٍ- وإنْ أتى به واحدٌ منهم- فهم مشتركون في حكمه، وكذلك الحال عند اجتماعهم على السخط، وهذه سنةٌ كونيةٌ، إذ ينسب العمل الصادر من فردٍ إلى مجتمعه، وكذلك ينسب العمل الصادر من جيل إلى جيلٍ آخر، وذلك فيما إذا كان لهم جميعًا فكرٌ اجتماعيّ واحد، وإرادة اجتماعية واحدة، فيوصفون حينها بأنَّهم ذوو روح اجتماعية واحدة.5- فاستعمال أسلوب (لغة الهوية) وسيلة من وسائل الحجاج التي انتهجها a في إظهار الفرق بين المتكلم والمتلقين، إذ لم تكن هوية الإمام الحسين a مجموعة متغايرة، تعطي وتؤخذ من طرفها، بل كان في صيرورة واحدة ومستمرة مدى الحياة.