التعزية العاشورائية سوسيولوجيا الملحمة الحسينية

المؤلفون

  • نـذيـر هــارون الـزبيـدي

الكلمات المفتاحية:

التعزية العاشورائية سوسيولوجيا الملحمة الحسينية

الملخص

من خلال دراستنا لسوسيولوجيا العزاء الحسيني يمكننا ايجاز ما توصلنا اليه فيما يأتي:1- ان فهم العزاء الحسيني في طور التكوين لا يتم بمعزل عن الوراء التاريخي للبيئة التي تمخضت عن ميلاد هذا الفكر وساهمت في تكوين العزاء الحسيني وظلت مصاحبة لها في مراحل تطورها التاريخي.2- ان العزاء بمفهومه العام هو عادة عربية قديمة وهي من الاعراف الاجتماعية الحسنة والحميدة التي اقرها الاسلام واثاب فاعلها، وعليه فان الحملة التي يشنها اليوم المتطرفون والمتعصبون وبالتحديد (المذهب الوهابي) بتكفير كل من يقيم مراسيم العزاء لموتاه لا أصل له في دين الله.3- كانت مراسيم العزاء الحسيني بداية نشأتها مجرد مراسيم رمزية بسيطة، إلا انها وبمرور الزمن تطورت واتخذت معنى وخصوصية، باظهار الحزن والاسى في شهر محرم وصفر من كل عام وبخاصة في الايام العاشرة الاولى من شهر محرم والمعروفة بـ(أيام عاشوراء) ساهمت عوامل (دينية وسياسية واجتماعية) في تطويرها بالشكل الذي نراه اليوم، وهكذا اصبحت ظاهرة دينية - شعائرية لها خصوصية وفرادة في العالمين العربي والاسلامي.4- كان لمراسيم العزاء الحسيني دور في ظهور وتأسيس هيئات ونوادي ومؤسسات دينية ثقافية شعائرية متمثلة بـ(الحسينيات وهيئات المواكب الحسينية).5- اختلف المؤرخون في تحديد الانطلاقة الاولى لمراسيم العزاء الحسيني، وقد ثبت من خلال البحث ان الانطلاقة الاولى له كانت على يد السيدة زينب H وبعد استشهاد الامام الحسين في واقعة الطف مباشرة.6- تُعد حركة التوابين النواة الرئيسية لتجديد ذكرى الطف ومثَّلت ذروة الفعل السياسي والاجتماعي لمراسيم العزاء الحسيني والانطلاقة الاولى للبعد السياسي للشعائر الحسينية.7- حدد اهل البيت d ومنذ صدر الاسلام البعد السياسي لمراسيم العزاء الحسيني وهو (الاجتماع تحت راية واحدة وتحت هدف واحد) وعملوا على رسم التصميم العام للشعائر الحسينية، وأعطوها أبعادها الدينية الكاملة، وحددوا الشكل والمضمون الذي يتناسب مع الدور المهم الذي لابد لها أن تؤديه، بحيث تنسجم من ناحية الشكل مع ظروف المأساة ومن ناحية المضمون مع الأبعاد السياسية والروحية والثقافية والعقائدية.8- لا يمكن عد ما ذهب اليه بعض المؤرخين من ان بكاء الرسول i على الحسين منذ ولادته بانه اول مأتم أو عزاء حسيني اقامه الرسولi، ذلك لان الامر يتناقض مع جوهر ومفهوم العزاء الذي لا يتحقق الا بالموت.9- تعرضت مراسيم العزاء الحسيني لظروف قاسية ومرت بأدوار عصيبة على امتداد تـاريـخها، وعــلى اختلاف العــهود السـياسية، ومارس الطغات كل اساليب القمع والتنكيل بحق من يمارسها، الا انها لم تفلح في القضاء على الشعائر الحسينية بل على العكس كانت ولا تزال تولَّد رد فعل يدفع الانسان الشيعي إلى التمسك بها والحرص عليها.10- بعد فشل المواجهة الخارجية للقضاء على الشعائر الحسينية بسبل القمع والترهيب والتي لم تنتج إلا عنفاً أكثر قسوةً ومواجهة مستمرّة، عمد الحكّام إلى توظيفها بما يصبّ في مصالحهم، وسلبها قوّة التأثير الكامنة فيها، وبث التحريف بين طيّاتها بشكل تدريجي ودسّ الروايات والتفاسير السطحية غير الحماسية عن حادثة عاشوراء وتفريغ محتوى أدبيات عاشوراء لكي تبتعد ـ شيئاً فشيئاً عن طابعها الثوري عبر عملية تغييرية ترمي إلى استدراج هذه الأداة، وجعلها أداة بيد السلطان، وبالتالي فقدانها فاعليّتها الثورية وبذلك يتم سلب الاجتماع الشيعي مضمون وروح الحماسة والنضال وتحريف الغاية الحقيقية لها.11- أسهمت مجالس العزاء الحسيني إسهاماً كبيراً في نقل الصورة العاكسة عن حياة أهل البيت، بشكل عام ومأساة كربلاء بشكل خاص سواء بالأساليب البيانية أو القصص الموثقة أو بإجراء الاستعراضات المباشرة بما يتناسب وفهم المخاطبين، وبأكثر من طريق، من قبيل مجالس الرثاء وإنشاء القصائد الولائية وإجراء التشابيه والمسرحيات والمواكب الاستعراضية، ومن الطبيعي أن تكون هذه السيرة أنموذجاً يقتدى بها في مقارعة الظالمين وإحقاق الحقّ والعدالة الشاملة بالثورة على السلطان الجائر في كل بقعة من الارض. أملنا ان ينال هذا الجهد اليسير المتواضع، القبول ويلقى الاستحسان، فما هو الاجهد مُقل ولاندعي فيه الكمال ولكن عذرنا انا بذلنا فيه قصارى جهدنا فان اصبنا فذاك مرادنا وان أخطئنا فلنا شرف المحاولة والتعلم، وأتمنى أن تكون هذه الورقة البحثية اسهامة يسيرة في إذكاء روح النقاش اتجاه مراسيم العزاء الحسيني وتسليط الضوء عليها من قبل الباحثين والمختصين وان تولي الجهات المعنية اهتمام بذلك. والحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خير خلق الله محمد واله الطيبين الطاهرين.

التنزيلات

منشور

2017-10-24