بطلة كربلاء زينب الحوراء عليه السلام بين السَّبي وإكمال الرسالة
الكلمات المفتاحية:
بطلة كربلاء زينب الحوراء عليه السلام بين السَّبي وإكمال الرسالةالملخص
ومن أبرز النتائج التي توصل إليها البحث الآتي:1- تبيّن لنا أنّ منهجية السيدة زينب وبياناتها المتعددة بعد واقعة كربلاء كانت تثبيتاً وترسيخاً لمفاهيم الرسالة المحمدية التي اختارها الله دون سواها لحمل هذه المفاهيم ونشرها للعالم أجمع، والتي أراد قادة الردة اجتثاثها من أساسها وتفتيتها بتهميش تعاليم الرسالة والاستهزاء بمفاهيمها والعودة بالناس إلى عصر الجهالة والانحطاط والتخلف والقهر واستعباد الناس وخلق الفوضى من خلال التمييز العنصري والطبقي وعبادة الأوثان التي هي رمز جهالتهم وأباطيل أعمالهم وبث الرعب بين صفوف الناس وإرهابهم بالقوة والتجويع في قبول جهالتهم، ولكن الله أبى ذلك فمكّن عليهم امرأة قوية بقوة الله، فقيهة بكلام الله، عالمة بمعرفة الله، سيدة بيت رسول الله، وتمكّنت بإيمانها وثباتها ومصداقيتها وفصاحتها وبلاغها من أن تكون سيفا قاطعا لألسنة الردة والكفر والنفاق والبغي وتصحيح الرأي العام بنور كلام الله ونهج رسول الله، فكان بيانها منطلقا للتمييز بين الخير والشر والحق والباطل فأعطت مقارنة بين الوجه المشرق للحق وضرورة التمسك بأوتاده وبين الوجه المشوه للباطل وضرورة ارتداد الخلق عليه وعدم التلوث بخرافاته وجهالته بعد أن نوّر الله طريق الناس كل الناس بحقيقة مفاهيمه وصدق تعاليمه، فحفظت السيدة زينب بمنهجيتها المقدسة كرامة الإنسان وعزته وحقوقه من عبث العابثين وبغي الظالمين فكان سبيها إعلاء لكلمة الله، وقيدها تحريرا لعباد الله، وبيانها تثبيتا لأركان دين الله.2- إنّ ما اقترفه الطاغية يزيد من سفكه لدماء العترة الطاهرة، فأنّه مدفوع بذلك بحكم نشأته ومواريثه فجدّته هند هي التي لاكت كبد سيد الشهداء حمزة، وجده أبو سفيان العدو الأول للإسلام، وأبوه معاوية الذي أراق دماء المسلمين وانتهك جميع ما حرّمه الله، فاقتراف الجرائم من عناصره وطباعه التي فطر عليها إلا أنّ الطاغية بسفكه لدماء العترة الطاهرة الم يسفك إلاّ دمه ولم يفرِ إلاّ جلده، فإنّ تلك النفوس الزاكية حيّة خالدة وقد تلفّعت بالكرامة، وبلغت قمة الشرف، وأنّه هو الذي باء بالخزي والخسران.3- أظهرت الحوراء زينب H سمو مكانتها وخطر شأنها، فقد كلّمت الطاغية بكلام الأمير والحاكم فاستهانت به واستصغرت قدره، وتعالت عن حواره، وترفّعت عن مخاطبته، ولم تحفل بسلطانه، لقد كانت العقيلة على ضعفها وما ألمّ بها من المصائب أعظم قوة واشد بأساً منه تتوعّده بأنّ مصيره هو مصير أسلافه عتبة وشيبة والوليد وأنّه لاحق بهم في نار جهنم.
