النقود العربية الإسلامية بين التبعية والاستقلال
الكلمات المفتاحية:
النقود، العربية، الإسلامية، التبعية، والاستقلالالملخص
لعل دراسة النقود من خلال الأحداث وقراءة الأحداث على طُرتها في عصر ما بين (447-656هـ) على وجه الخصوص، تكاد تكون مهمة وشاقة, وتتجلى أهمية الموضوع في كونه يتناول: أولا- حقبة عصيبة بدأت بالتسلط السلجوقي على بغداد عاصمة الدولة العربية الإسلامية ونشرت سيطرتها الى أطراف العراق والشام وبلاد الأناضول وفارس. وثانيا- تنوع السياسة النقدية على نحو يتساوق مع طبيعة العلاقة بين الخليفة والحاكمين وما تضفيه على جوانبها من القوة والضعف من خلال طغيان ألقاب وكنى السلطان والأمراء المنقوشة على النقود على لقب وكنية الخليفة وولي عهده. وثالثا- ظهور خلفاء تميزوا بالقوة حاولوا غير مرة للوصول بالنقود الى مرحلة الاستقلال حتى تحقق لهم ذلك في أواخر القرن (6هـ/9م). ومن هنا ان الموضوع يتسم بالطرافة، ويبدو لي أن قد تشوبه الندرة التي تجلت من قلة من تصدى له من الدارسين سوى بعض من العلماء تناولوا هذه الحقبة ضمن التاريخ العربي الإسلامي من أمثال تقي الدين المقريزي (ت 845هـ/1441م) في شذور العقود, وأنستاس الكرملي (ت1366هـ/1947م) في النقود العربية الإسلامية وعلم النميات, والعزاوي في تاريخ النقود العراقية, وقد أفدت منها كثيرا في سبر أغوار الموضوع والتعرف على رموزه.غير أن الفائدة المثلى المتحققة في هذا البحث من دراسات الأستاذ الآثاري محمد باقر الحسيني, حيث غطت دراساته في النقود حقب الدولة الإسلامية ولا سيما هذه الحقبة, حيث كتابه العملة الإسلامية في العهد الأتابكي, ولمحات من رسالته في الدكتوراه غير المطبوعة، نقود السلاجقة، فضلا عن مقالاته المبثوثة في مجلة المسكوكات, كانت جميعا خير عون لي في استكمال ألبحث.على أن معجم زامباور للأسرات الحاكمة بما فيه من مسح للحاكمين وألقابهم ونقودهم وتاريخ ضربها, كان يشكل فائدة جلية ومساعدة في رسم معالم الدراسة.ثم أن أمهات التاريخ كانت منهلا عذبا ورفدا لوافر الإفادة من الحدث التاريخي والوضع الاقتصادي والإشارات النقدية على نحو: منتظم ابن الجوزي, وكامل ابن الأثير, ونجوم ابن تغري بردي. وكان لكتب التراجم وتاريخ الرجال الأثر الواضح في استكمالات الأدوات المساعدة لمادة البحث من لدن تحقيق تراجم الأعلام ونبذة من تاريخهم. وبهذه المصادر وغيرها استكمل ألبحث منهجه وغايته, بيد أني لا أدعي له الكمال فما هو الا جهد متواضع وخطوة على طريق تجلي المعرفة, وآخر دعواي الخالصة ان تبقى هذه الدراسة في مسيس الحاجة الى معاينة علمية وقراءة نقدية تربأ صدعها وتلم شعثها.