الناعورة بمغرب العصر الوسيط: التاريخ والتقنية

الملخص

الملخص:-تُعَدُّ التقنيات المائية أحد أهم المسالك التاريخية التي أسالت مداد الباحثين والمؤرخين بل وحتى المهندسين؛ وحسبنا أن المواضيع المتعلقة بالماء وتقنياته إنما تمارس نوعا من الجذب والاغراء العلمي لما تكتسيه من أهمية كالجواب عن سؤال كيفية حل إشكالية الماء في زمن سابق عن ظهور الصناعة والتكنولوجيا، وكذلك لأنها تحكي قصة حضارة متكاملة الأركان يتجمع بين ثناياها الفكري والمجتمعي إضافة إلى مهارة الحرفيين الذين نجحوا في تحويل التقنية من مجرد فكرة إلى مخطط ثم إلى حقيقة نافعة للمجموعة البشرية التي عاصرت نشأة هذه التقنيات، وبناء عليه، نريد من خلال مقالنا هذا توجيه اهتمام القارئ نحو تقنية الناعورة ببلاد المغرب الأقصى خلال العصر الوسيط وبشكل محدد خلال الفترة المرينية. فقد تطلب تأسيس فاس الجديد تزويد المدينة بالماء لتكتمل صورتها، وتؤدي المهمة السياسية والحضارية المنوطة بها لكونها أمست عاصمة المرينيين وحاضرة سلطتهم. وانطلاقا من هذا المنظور فقد أصبح تأسيس ناعورة فاس الكبرى يتعدى موضوع الجمالية ليتحول إلى ضرورة حضارية واختيار سياسي يحكي قصة امتزاج عميق بين الخبرة الأندلسية والواقع الجغرافي لمدينة فاس ليتم تحويل مياه نهر فاس أو جزء منه بغية تلبية الحاجيات المائية للمدينة الجديدة. الكلمات المفتاحية: