الشاهد المعرفي في المشهد العلمي قراءة فكرية في الزيارة الجامعة - مقطع خُزّان العلم اختياراً
الكلمات المفتاحية:
الإمام علي الهادي ع، المشهد العلمي، الشاهد المعرفي، الزيارة الجامعةالملخص
الملخص:- حتماً, أنّ الحديثَ عن أي إمام من الأئمة المعصومين ينطلق من الضرورة الملحة من أن لكل واحد منهم دوراً مفروضاً في عصره خاصّة والعصور التي تلته عامّة , وهو صيانة دين جدّهم الرسول الأكرم (ص). فكرياً وروحياً , إذْ تجسّد دورهم بوسائل معرفيّة متنوّعة يجمعها هدف واحد , فمن خطب رسول الله (ص) إلى مدينة العلم علي (ع) ودعاء الإمام علي بن الحسين (ع) إلى رسائل الإمام الصادق (ع) إلى مؤتمرات الأديان والمناظرات في رحاب الإمامين الرضا والجواد(عليهما السلام) .
إلى أن تأسّست منظومة معرفيّة شاملة أعاد فيها الإمام الهادي(ع) تراث آبائه , فكانت مشروعاً علمياً وعملياً ردّ به سلطة بني العباس في زمن طغت فيه موائد الانحراف وجمعت فيه مقامات المعبود والعبد في مستوى واحد.
فقد جسّد الإمام علي الهادي (ع) دوره من خلال تفعيل مشروع الأدعية والزيارات التي كانت بمنزلة الشواهد المعرفيّة التي تُغذّي الناس وتربيهم وتبني فيهم روحاً إيمانية قادرة على أن تقاوم سموم الفكر السائدة آنذاك , فضلاً عن ذلك كان الدعاء أو الزيارة هما الوسيلة الأنجع في توصيل رسالته؛ نظراً للظروف الخانقة التي أعدها حكام عصره للتضييق عليه. لذا كانت الأدعيّة المطروحة مشبّعة بالعلوم والمعارف لاسيما الزيارة الجامعة ,ودعاء الندبة , فضلاً عن بيان المقام الخاص لأهل البيت(ع) بوصف أن مقامهم تعرّض إلى الغلو. وعليه جاءت الكثير من كلماته (ع) ترد على ذلك وتذكر وتؤكد مقام أهل بيته كما في كلماته في أدعيته (ياابن السنن المعروفة) , و(ياابن العلوم الكاملة) , و(السلام عليكم... يا خُزّان العلم). من هنا سيقف البحث على العطاء العلمي الذي طرحه الإمام الهادي من خلال الزيارة الجامعة بوصفها جسّدت دورة معرفية في غاية البلاغة والكمال والبيان والعلم , وتحديداً سيتناول البحث مقطع (خُزّان العلم)؛ بوصفه نصّاً يُبيّن الصبغة العلميّة والمقام العلمي المقدّس الذي يمثّله هؤلاء الثّلة الكرام من آل الرسول (ص).