دور الأحزاب السياسية والمؤسسات التشريعية في تطوير العمل السياسي للشباب العراقي
الكلمات المفتاحية:
دور، الأحزاب، السياسية، المؤسسات، التشريعية، تطوير، العمل، السياسي، للشباب، العراقيالملخص
لا شك أن قضية الشباب تطرح نفسها بكل ثقلها في هذه المرحلة، وسط ما تعيشه الشعوب العربية من مطالبة بالتغيير والحرية، ناهيك عن الأسباب الاخرى التي تتعلق بالشباب وهمومهم وبمتغيرات المجتمع وتوجهاته الجديدة وافرازاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية.ان الشباب هم نتاج المجتمع بما فيه من نجاحات وإخفاقات، ومن عوامل ومؤثرات وما يملك من حصاد التجربة وارث الحضارة، وان الولوج في عالم الشباب ليس بالأمر الهين، فكيف اذا كان هذا الولوج مرتبطاً بالجانب السياسي، والذي يعتبر خليط غير منتظم لمجموعة من القيم والمبادئ، تشرب من عوالم الدراسات الإنسانية كالتاريخ والثقافة والاجتماع والجغرافية والسياسة.... الخ، ان أهم ما يصعب هذا البحث كونه يتطلب من الباحث الإطلاع على إحصائيات واستبيانات لقياس الرأي، وللتعرف على تجارب عملية، والمقارنة مع تجارب اخرى في بلدان العالم، ناهيك على الاختلاط بالشريحة المراد البحث عنها.يعتبر موضوع المشاركة السياسية وخصوصا لشريحة الشباب في عالمنا العربي من المواضيع المعاصرة والتي تفتقر بشكل كبير للبحث والدراسة، فقلت المصادر وندرت الاستبيانات هي السمه البارزة لهذا الموضوع. لقد سعينا ضمن ما توفرت لنا من امكانيات لان تكون مخرجات هذا البحث عملية لتكون مفيدة للقارئ او للمعني والمختص.وتتمثل اشكالية البحث بان الشباب في العراق يمثل بين 60 - 65% من مجموع السكان فهم يمثلون عنصراً فاعلاً وحاسماً في قضايا التنمية، فالتنمية لابد أن تبدأ من الشباب لأنه يملك الطاقة والقدرة على العطاء، فنحن نملك ثروة بشرية قادرة على العمل والإنتاج, وإذا كان البعض ينظر إلى هذه الإمكانات البشرية كعبء أو كمشكلة، فإن البعض الآخر يرى فيه الحل لكافة مشاكل المجتمع.غير ان المهم هنا هو الكيفية التي يتم بها توجيه هذه الطاقة الكبير، وتوظيفها التوظيف الأمثل، والعراق كباقي بلدان المنطقة يعمل ويبحث عن الطرق والإمكانية التي يستطيع من خلالها تطوير العمل السياسي للشباب، وصولا للمشاركة السياسية الفاعلة التي تنقل العملية السياسية الى حالة النضوج، خصوصا وان العراق ما يزال يمر بمرحلة انتقالية في حالة من التحول من النظام الدكتاتوري الى النظام الديمقراطي ألتعددي.وضمن هذه الاشكالية ينطلق البحث من فرضية مفادها: ان للأحزاب السياسية والمؤسسات التشريعية الدور الكبير في تنمية الوعي والتحفيز لمشاركة الشباب بشكل فاعل في الحياة السياسية. ولذلك سوف نتناول بالبحث آليات تطوير العمل السياسي للشباب، وحددنا مدخلين يمكن من خلالهما ان نطور العمل السياسي للشباب، حيث سنعمل على تبيان أهمية الأحزاب السياسية وكيف يمكن ان نجعلها عاملاً مهماً وأساسياً في هذا التطور، ثم سنوضح كيف يمكن للمؤسسة التشريعية ان تكون عاملا مهمة في رفع مستوى المشاركة السياسية التي تقود لتطور العمل السياسي للشباب بعد توسيع المشاركة بها، لتكون بحق أداة فاعلة للمساهمة في هذا العمل.وهنا جاء تقسيم هذه الدراسة الى مبحثين يتناول الاول: مدخل الأحزاب السياسية، فيما خصصنا المبحث الثانية: لمدخل المؤسسات التشريعية.
