جمالية الذوات المُحِبَّة للمُقْسِطِين والمُطهّـِرين والمتطهرين في النص القرآني
الكلمات المفتاحية:
جمالية الذوات المُحِبَّة للمُقْسِطِين والمُطهّـِرين والمتطهرين في النص القرآنيالملخص
بعد الحمد والشكر لله تعالى، أردنا في بحثنا عن حداء الذات وحنينها في مسيرة التكامل الإنساني؛ بحثاً عن جمالية الذات المحبة التي ينبعث نورُ إيمانها من جلال الخالق المحب الذي "لاَ تُحِيطُ بِهِ الأبْصَارُ وَالْقُلُوبُ"، فالتشريع القرآني المصوّر في آيات المقسطين والمطهِّرين والمتطهرين وغيرها من الصفات التي يحبها سبحانه وتعالى ينسج لحمة جمالية للذات المحبة للعدل وتطبيق العدل،وللنقاء النفسي والحياتي الذي يشترك في بناء الهالة الضوئية للذات الإيجابية المعتدلة التي أسميناها (الذات العابدة)؛ لبناء درجة من الذات تتجه بالتلاحم مع (الذات العالمة) لبناء (الذات الخاشية)، وإن ارتبط الأمر بالتطبيق العملي إلا أنه من الممكن التوسل في البداية نظريا من خلال تأمل آياته تعالى، والاسترشاد بهداية النصوص وتفسيرها؛ لكي تكون مبادئ تبني عليها الذات منطلقها و مشروعها ومسيرتها، وهنا لما كان الله تعالى قائماً بالقسط في خلقه أراد من عبده أن يكون مثله ليستحق محبته، وأن تسعى الذات المحبة إلى تحصيل طهارة القلب ليس شكلاً بل بالصدق والإيمان والسلوك؛ أي بتحصيل صفات الجمال الروحي وليس البدني فقط،أسوةً بالتطهير الممنوح من الله تعالى إلى الرسول محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأهل بيته d، الذي هو دلالة على سمو الذات الممنوحة، وجمالها الروحي، ومنزلتها الإيمانية العالية؛ مما يوجب كرامتها عند الله تعالى وقبولها في التشفع للناس، والله تعالى خير هادٍ إلى سبل الرشاد والتوفيق.
