(لمَّا) الحينية بين الدرس النحوي والاستعمال القرآني
الكلمات المفتاحية:
(لمَّا) الحينية بين الدرس النحوي والاستعمال القرآنيالملخص
كثر ورود (لمَّا) في القرآن الكريم، وأخذت صورا متعددة بحيث كانت المادة الأساسية للنحويين في بيان حقيقتها وأحوال جوابها. أما في ما يخص حقيقتها اسمية هي أم فعلية فقد ذهب الباحث إلى أنها اسم بمعنى (حين)، وذلك بعد مناقشة الآراء التي قيلت فيها، والأخذ بأقربها إلى روح اللغة ونواميس العرب في نطقها، وما يلائم السياق الذي قيلت فيه.وكانت الآيات القرآنية كذلك مادة أساسية في الوقوف على جواب (لمَّا) وترجيح رأي على آخر في ما اختلفوا فيه، فقد اختلف النحويون في حقيقة مجيء جواب (لمَّا) فعلا مضارعا، فقال بعضهم إن الجواب محذوف، فالفعل المضارع عندهم لا يصح أن يجيء جوابا لـ(لمَّا)، وقال آخرون إنه الجواب ولكن المراد منه المضي حتى يتفق والقاعدة التي سنوها لأنفسهم والتي تقول إن جواب (لمّا) لا يجيء إلا فعلا ماضيا، إن لم يكن في اللفظ والمعنى ففي المعنى. وذهب الباحث - متفقا مع الدكتور خليل بنيان الحسون - إلى أنه هو الجواب ولا حذف ولا تأويل في النص.واختلفوا كذلك في مجيء جوابها جملة اسمية مقترنة بـ(الفاء)، فذهب بعضهم إلى أنه محذوف، وقال ابن مالك هي الجواب، وأخذت به لسلامته من الحذف مع وضوح المعنى.واشتد الخلاف كذلك بين البصريين والكوفيين في بعض الآيات القرآنية التي يوحي ظاهرها أن الجواب محذوف، فقال الكوفيون بزيادة الواو فيها والجواب ما بعدها، وقال البصريون إنه محذوف، ولحذفه غاية بيانية يرومها النص، وهو ما قلت به كذلك لقربه إلى روح اللغة، ومناسبته للسياق الذي وردت فيه.