ثـورات أهـل الحـوف فـي مصـر (167 - 216هـ/783 - 831م)

المؤلفون

  • حيدر لفته سعيد

الكلمات المفتاحية:

ثـورات أهـل الحـوف فـي مصـر (167 - 216هـ/783 - 831م)

الملخص

بالنظر إلى ما عرضناه من حقائق حول ثورات أهل الحوف ضمن مدة الدراسة، نود أن نثبت ما يلي: 1- إن معظم الثورات التي قام بها الحوفيين ضد السلطة العباسية كان دافعها اقتصادي نتيجة الزيادات المتكررة لمقادير الخراج فضلاً عن التعسف في أخذه.2- أن أغلب هذه الثورات - بمرحلتيها - جوبهت بقوة السلاح والقمع دون النظر بعين الاعتبار إلى الدافع لانبثاقها، أو وضع معالجات سلمية لها سواء أكان من خلال الإصلاحات الاقتصادية، أو عزل الولاة لاتخاذهم قرارات ارتجالية دون الرجوع إلى المركز، ما خلا مرة واحدة حصلت بطلب من محفظ بن سليمان - أحد مقربي الرشيد - والذي طلب تضمين خراج مصر - على ما في نظام الضمان من عسف بحق الفلاحين لاشتماله على زيادة قيمة الضرائب على المنتوج لتحقيق الأرباح فضلاً عن رأس المال.3- إن سياسة الولاة الاقتصادية وما امتازت به من عنف وتعسف كانت انعكاساً لما كان يجري في العراق والمدن المشرقية - التي اشتهرت بالزراعة - أي أنهم نقلوا التجربة إلى مصر دون الأخذ بعين الاعتبار أنها كانت أحد الأسباب التي أدت إلى سقوط الدولة الأموية.4- إن معظم هذه الثورات شكلت خطراً على الوجود السياسي العباسي في مصر - بلحاظ الهزائم التي ألحقها ثوار أهل الحوف بولاة الفسطاط وجيوشهم- لذا نجد أن عدداً من الولاة كانوا يلوذون بالمركز (بغداد) ويطلبون المساعدة لإمدادهم بجيش لإعادة الهدوء إلى الحوف.5- أظهرت بواكير المدة الثانية من الثورات على السلطة تحولاً في موقف الأخيرة تجاه أهل الحوف ويتضح ذلك من استعانة الخليفة الأمين بهم- لا سيما زعمائهم - لإعادة طاعته وخلع أخيه المأمون، وعززه بجعل أحد زعمائهم والياً على مصر، وهذا بطبيعة الحال حول مسار الثورات من المطالبة برفع الحيف وإصلاح الوضع الاقتصادي إلى الصراع السياسي من أجل تثبيت حق الأمين في السلطة، وهذا ما تكرر أيضاً مع أحد ولاة السلطة المعزولين، وهو المطلب بن عبد الله الذي نسق سياسياً مع أهل الحوف لإزاحة والي المأمون العباس بن موسى عن طريقه - بقتله بالسم غدراً - وفتح الطريق أمامه لتولي مصر ثانية دون مشاكل، مما يشير إلى اضطلاع أهل الحوف بدور مهم في مسار الأحداث السياسية في مصر.6- شهد المدة الثانية أيضاً حوادث غدر قامت بها السلطة بحق زعماء أهل الحوف والتي لوح في بواكيرها رجال السلطة بفتح صفحة جديدة مع الثائرين، إلا أنهم سرعان ما أطاحوا بهم بغية التخلص منهم، وهذا من دون شك شكل سلاحاً ذو حدين، فكما فعلت السلطة بهم فعلوه في رجالها وهذا ما حصل مع الوالي حاتم ابن هرثمة والوالي العباس بن موسى، ومما لا شك فيه أن في هذا التصرف انعكاس خطير لانعدام ثقة الثوار بالسلطة.7- أن التغير المستمر للولاة في مصر أسهم هو الآخر في عدم استقرار الأوضاع السياسية في مصر، إذ أن السلطة لم تنظر إلى التغيير بدافع استبدال المسيء - نتيجة سياساته التعسفية - بآخر أكثر مرونة وسياسة، بل كان التغيير يحدث أحياناً من دون سبب، وأحياناً لوشاية، وغالباً ما يدفع الوالي الجديد ثمن تصرفات سلفه من الولاة - مما يؤدي إلى استمرار الثورات التي تقابل غالباً بالتصعيد لا التهدئة.8- أن استمرار تعسف الولاة وزيادتهم للضرائب أدى إلى تصاعد وتيرة هذه الثورات والتي أدت في النهاية إلى خروجها من محيطها الجغرافي (الحوفين الشرقي والغربي) إلى أماكن أخرى واسعة في مصر، وهذا ما حصل في ثورة عام 216هـ، ولولا تدخل الخليفة بنفسه لتداركها لوصل الأمر إلى حد انفصال مصر عن جسد الدولة العباسية.

التنزيلات

منشور

2016-03-05