آل الجـارود بـن المعـلى العـبدي ودورهـم فـي الحـياة السـياسـية والإداريـة حتـى سـنة 110هـ/728م
الكلمات المفتاحية:
آل الجـارود بـن المعـلى العـبدي ودورهـم فـي الحـياة السـياسـية والإداريـة حتـى سـنة 110هـ/728مالملخص
تبلورت أمام الباحث مجموعة من النتائج بناءً على ما تقدم، يمكن إجمالها بما يأتي:• حظيت أسرة آل الجارود بمكانة اجتماعية مهمة تمثلت بسيادتها قبيلة عبد القيس الأمر الذي أهلها لأداء دور ملحوظ في التطورات السياسية والعسكرية في القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، كذلك كانت هذه المكانة عاملا مهما من عوامل اعتماد الخلفاء والأمراء على أفراد هذه الأسرة في شغل بعض المناصب الإدارية. • اتسمت شخصية الجارود بن المعلى مؤسس هذه الأسرة بالصلابة الدينية مما جعله يقف في حياته بعض المواقف المبدئية، مثل: إصراره على مطالبة الخليفة عمر بن الخطاب بمعاقبة والي البحرين قدامة بن مضعون لما شرب الخمر إلى حد مواجهة الخليفة، على الرغم مما عرف به الأخير من الحزم والشدة في محاسبة عماله. كذلك موقفه التاريخي بمنع قبيلة عبد القيس من الردة على الإسلام وقيادتهم لمواجهة المرتدين من القبائل الأخرى.• من الناحية السياسية لم تحافظ أسرة آل الجارود على مبدئيتها بعد وفاة المؤسس، بل كان التذبذب واضحا في مواقفها السياسية، ففي الوقت الذي كان المنذر من المناصرين للإمام علي a في حربي الجمل وصفين نجده قد وقف بالضد من ثورة الإمام الحسين a حينما قبض على رسوله إليه وسلمه إلى والي البصرة عبيد الله بن زياد الذي أمر بإعدامه، كذلك كان المنذر من المقربين الى السلطة الأموية ربما بسبب مصاهرته لعبيد الله بن زياد. أما الحكم بن المنذر فقد تغير موقفه من مساندة الأمويين ضد مصعب بن الزبير في البصرة إلى مناوئة السلطة الأموية كما يظهر من إشارة بعض المؤرخين إلى وفاته في سجن الحجاج، ولا نستبعد إسهام الحكم أخيرا في حركة عبد الرحمن بن الأشعث ضد الحكم الأموي- وإن كانت المصادر لا تصرح بذلك - مع إخوته: عبد الحميد وبشر وعبد الرحمن الذين كانوا من ابرز المشاركين فيها.• ينسحب التذبذب السياسي على عبد الله بن الجارود الذي كان من بين قادة الفتح الإسلامي في العصر الأموي وكان ضمن الجيش الأموي المهيأ لقتال الخوارج لكن ضغط الحجاج وانتقاصه من أعطيات الجند حملت عبد الله ابن الجارود على الانقلاب على سلطة الحجاج دون طموح بمواجهة الحكم الأموي بشكل عام، إذ كانت حركته محدودة الهدف بإجبار الخليفة الأموي على استبدال الحجاج بوال آخر على العراق.• أما من الناحية الإدارية فقد أساء السيرة اثنان ممن تولوا مناصب إدارية من آل الجارود، إذ اشتهر في كتب التاريخ فساد المنذر بن الجارود والي اصطخر في خلافة الإمام علي a حتى عزله وحبسه ثم أطلقه، كذلك عرف مالك بن المنذر الذي تولى شرطة البصرة لخالد بن عبد الله القسري بالبطش والقتل، وعلى الرغم من الخدمات الجليلة التي قدمها للسلطة الأموية لم يسلم مالك نفسه من بطش الأمويين فكان مقتله في سجن هشام بن عبد الملك سنة 110هـ/728م.
