دور الرحلة في طلب العلم الأندلسية في رفد وظائف الدولة في عصري الإمارة والخلافة الأموية (138 - 422هـ/756 - 1031م)
الكلمات المفتاحية:
دور الرحلة في طلب العلم الأندلسية في رفد وظائف الدولة في عصري الإمارة والخلافة الأموية (138 - 422هـ/756 - 1031م)الملخص
أدى قيام الإمارة الأموية في الأندلس عام 138هـ/756م إلى استقلال الأندلس عن سلطة ونفوذ الخلافة العباسية في بغداد ، وأسهم في استقرار الأوضاع السياسية في الأندلس بعد سلسلة الحروب الأهلية الطاحنة التي شهدتها الأندلس في الحقبة الأخيرة من عصر الولاة، ودعم حكام الأندلس الجدد كل ما من شأنه الإسهام في تحقيق استقلال البلاد وبناءه فعمدوا إلى نشر العلوم والمعارف واستقدام العلماء والأدباء وتشجيع الاندلسيين من العلماء وطلبة العلم على التحصيل العلمي ، فانطلقت أضخم رحلة في طلب العلم من الغرب الإسلامي إلى المشرق .لعبت الرحلة في طلب العلم الأندلسية دوراً مهماً في ترسيخ كيان الأندلس الثقافي وبناء المنظومة الفكرية للشخصية الأندلسية في عصري الإمارة والخلافة الأموية (138 - 422هـ/756 - 1031م) ، واستثمر حكام الأندلس الزخم الكبير من حملة العلم ممن رحل إلى المشرق في طلبه من موارده الأصلية في رفد وظائف الدولة بالكفاءات العلمية بما يتوافق مع تحصيلهم العلمي وحاجة الدولة.وبلغ ما اسعفتنا به المصادر من الوظائف التي شغلها من رحل في طلب العلم من الأندلسيين في عصري الإمارة والخلافة الأموية (263) وظيفة منها (236) وظيفة من الوظائف الدينية شكلت نسبة 89.73% من الوظائف ، و(3) وظائف سياسية شكلت نسبة 1.14% من الوظائف و(12) وظيفة أمنية بلغت نسبتها 4.56% من عدد الوظائف ، و(12) وظيفة إدارية بنسبة 4.56% من عدد الوظائف.وتوزعت الوظائف الدينية على القضاء وبلغت (88) وظيفة شكلت نسبة 37.28% من الوظائف الدينية ، وبلغت وظائف الشورى والفتيا (88) وظيفة شكلت نسبة 37.28% من الوظائف الدينية ، و(3) وظائف لخطة الرد بنسبة 1.27% من الوظائف الدينية، ووظيفتان لخطة المظالم شكلت نسبة 0.84% من الوظائف الدينية، و(5) وظائف لخطة السوق (الحسبة) بنسبة 2.11% من الوظائف الدينية، و(50) وظيفة للصلاة والخطبة بنسبة 21.18% من الوظائف الدينية.فيما توزعت وظائف القضاء البالغة (88) وظيفة كالآتي: (12) وظيفة قاضي الجماعة بنسبة 13.63% من وظائف القضاء ، و(72) وظيفة قاضي بنسبة (81.81%) من وظائف القضاء، ووظيفتان لكتّاب القضاء بنسبة 2.27% من الوظائف القضائية، ووظيفة واحدة للعدول بنسبة 1.13% من وظائف القضاء ووظائف قضائية أخرى عدد (1) شكلت نسبة 1.13% من وظائف القضاء، وهذه الأعداد والنسب لم تشمل من شغل نفس الوظيفة في أكثر من مكان، أو نفس الوظيفة توالى عليها أكثر من مرة، فقد توالى على وظيفة قاضي الجماعة عدد من القضاة مرتين أو أكثر حسبت كوظيفة واحدة، كما شغل وظيفة القاضي عدد من القضاة في أكثر من مدينة أو مكان فحسبت كوظيفة واحدة.واتبع حكام الأندلس في عصري الإمارة والخلافة الأموية في الأندلس غالباً نظام التدرج الوظيفي لاستثمار الخبرات العلمية المتراكمة لمن رحل في طلب العلم، فتدرج من القضاء إلى وظيفة قاضي الجماعة عدد منهم ، ومن هؤلاء منذر بن سعيد البلوطي (ت355هـ) ومحمد بن يحيى بن زكريا التميمي (ت394هـ) وسواهم، وتدرج بالوظيفة من الشورى إلى القضاء فقاضي الجماعة محمد بن عبد الله بن أبي يحيى الليثي (ت339هـ) ، وتدرج بالوظيفة أحمد بن إسحاق بن مروان (ت372هـ) من كاتب قاضي إلى قاضي، وتدرج بالوظيفة محمد بن عبد الله بن عبد البر التجيبي (ت341هـ) من كاتب قاضي إلى الشورى ، وشمل هذا التدرج أغلب الوظائف التي عرضنا لها.وبلغ اعتزاز حكام الأندلس في عصري الإمارة والخلافة الأموية بمن شغل وظائف الدولة ممن رحل في طلب العلم أن عدداً كبيراً منهم استمر في شغل وظيفته حتى وفاته.
