الاسـتشراق فـي كـتابات المؤرخـين العـراقـيين كتاب " الاستشراق برؤية شرقية " أنموذجاً

المؤلفون

  • عامره تمكين الياسري

الكلمات المفتاحية:

الاسـتشراق فـي كـتابات المؤرخـين العـراقـيين كتاب

الملخص

لعل فهم الإنسان الشرقي لماهية الاستشراق والمستشرقين، قد سيطرت عليه فلسفة الأنظمة الحاكمة، ومن كتب وهو يأخذ بعين الاعتبار ان المستشرقين هم من الغرباء ومن هم على غير الدين الإسلامي، وعلى وفق ذلك ارتسمت صورة ثابتة لا غبار عليها تقضي بالقول والدور السيئ للمستشرقين بغض النظر عما قدموه وما سيقدمونه في قابل الأيام من عطاء ثر يخص التاريخ والتراث الإسلامي.وقد تلمسنا في احدى الكتب التي تناولت الاستشراق محاولة جادة لإيجاد فهم جديد لماهية ما يجب ان تكون عليه العلاقة المتبادلة بين المثقف المسلم من جهة، وبين المستشرق الذي تصدى لدراسة تاريخنا الاسلامي، وما ترتب على ذلك من إشكالية جعلت من مصطلح الاستشراق عند الكثيرين بمثابة توجه لا يخدم سوى المصلحة الغربية بما في ذلك الاستعمار وتفرعاته.وفي كتاب (الاستشراق برؤية شرقية) للدكتور محسن محمد حسين تأكيد على ان الاستشراق كان قد تحول إلى حقل معرفي مميز، له مناهجه واطره ومدارسه الجديرة بالتمعن والتفاعل، كما تحولت بعض جوانب اهتماماته إلى مراكز علمية ثقافية تتم فيها دراسة تلك الجوانب بشكل جماعي.ويرى ان الاستشراق بات اهم مصادر التثاقف المتبادل بين ما يسمى (الغرب) وبين ما يسمى(الشرق). إلى جانب اشاراته لإعداد من المعنيين بحقول المعارف التي تتجدد مع الزمن. مستعينا في ترصين ما يذهب اليه بالإشارة إلى مانوه اليه المستشرق الفرنسي (جاك بيرك). وما ذكره (انور عبد الملك) في مقالة (الاستشراق في ازمته) وما اشار اليه (ادورد سعيد) و (أرفن جميل شك)في كتابه (الاستشراق جنسيا).كما اكد الدكتور محسن محمد حسين على ضرورة فهم ما يجب ان يتخذ من موقف إزاء الاستشراق، انطلاقا من مبدأ المثاقفة ونقد ما ترسخ في الذهن من امور ينظر اليها بوصفها قطعية لا تقبل المقاش، اوان الجدال فيها بات من المحرمات. ومع هذا المتغير الذي يطرحه الدكتور والمتضمن رؤيته للاستشراق، فانه لاينك ران يكون في مخرجات الاستشراق ما هو ضد الاسلام والمجتمع الإسلامي. ولكنه انتهى بقوله ان الاستشراق يمكن ان يوضع داخل مفاهيم أو معان أو مواصفات بوصفه نظاما اكاديميا لدراسة وفهم الشرق.وإلى ذلك وجد من الضروري الاشادة بجهود المستشرقين من دون ان يستثني احدا منهم. فأشار إلى ما ذكرته الدكتورة بنت الشاطيء (عائشة عبد الرحمن) منوها بما تطرقت اليه في محاضرتها التي القتها في الموسم الثقافي في الكويت سنة 1957م حيث قالت ((اننا مدينون للمستشرقين بجمع ذلك التراث وصونه من الضياع...) كما اشار الدكتور محسن محمد حسين إلى ثناء الدكتور زكي مبارك على جهود المستشرقين حين انصفهم بقوله ((انهم خدموا الاسلام بخصومتهم له، اجل الخدمات، فقد عمدا إلى القرآن الكريم والحديث فطبعوا كل ما هو من جيد المؤلفات وفهرسوها وبوبوها ورتبوها ترتيبا تعجز عنه مشيخة الازهر الشريف)) وهناك اشارات كثيرة من الدكتور محسن محمد حسين عرج فيها على رؤية الكثير من المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين ممن اثنوا على جهود الاستشراق والمستشرقين. وقد استعرض عدد من الكتاب العرقين والعرب الذين اشاروا إلى ان الاستشراق كان هدفه التبشير بالدين المسيحي. لذا علينا التمعن في المواقف التي اتخذت تجاه الاستشراق والمستشرقين لان الاستشراق مهما كانت اهدافه لا يخلو من فائدة تعم على الشرق.

التنزيلات

منشور

2019-03-06