الشعراء المظلومون في التاريخ أبو نواس وبشار بن برد أنموذجاً

الملخص

لاريب أن العصر العباسي الأول بما فيه من أحداث خطيرة وتحولات هامة في مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية، عصر ذهبي مزدهر في كثير من الجوانب. لكن تاريخه لايخلو من النقولات والأخبار الكاذبة التي لها دور هام في بعض آراء النقاد والعلماء المعاصرين. لذلك يجب على الباحثين وطلاب الحقيقة إعمال النظر الدقيق في مقاربة القضايا التاريخيةوعدم التسليم بجميع النقولات التاريخية وما ذكرهالمؤرخون مهما علا شأنهم إلا بعد الاطمئنان إلى سلامة القصد والتجرد من الأهواء والميول السياسية والمذهبية. كل ذلك أن المتتبع لأخبار بعض الشخصيات الكبار من أمثال أبي نواس، بشار بن برد، ديك الجن الحمصي و... ليجد منهم شخصيات زنادقة وشعوبيين عابثين ماجنين يشربون الخمور ويغرقون في الموبقات وليس هذا إلا ظلما وغلاّ ألقاهما بعض مؤرخي كتب الأدب عامدين أو غير عامدين على عاتقهم. القصد من هذا البحث هو الكشف عن الأقنعة التي سترت - ولاتزال - شخصية شاعرين كبيرين: أبي نواس وبشار بن برد. كما يسعى هذا المقال إلى إلقاء الضوء على الأسباب التي أدت إلى اتهامهما بالزندقة والشعوبية والخلاعة وكانا خالصين منها والمنهج الذي نريد من خلاله النظر إلى شخصية هذين الشاعرين فقائم على عرض الأخبار المتصلة بزندقتهما وشعوبيتهما وشخصيتهما، وتحليلها ومناقشتها ومقابلتها بأشعارهم المشهورة في هذا الباب.الكلمات الرئيسية: أبو نواس، بشار بن برد، الزندقة، الشعوبية، التشيع.