الإمام علي عليه السلام والأقليات العرقية في الكوفة
الكلمات المفتاحية:
الإمام علي عليه السلام والأقليات العرقية في الكوفةالملخص
إن نهج الامام علي عليه السلام مع الاقليات العرقية كان يسير على نهج الإسلام الاصيل، الذي سنه محمد بن عبدالله النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم والذي طرحه القرآن بصورة جلية، الا ان الخلافة التي اعقبت عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم قد شابها الكثير من الابتعاد عن المفاهيم التي سنها الإسلام حديثا، فلم يستطع الجاهليون الذي دخلوا الإسلام خوفا أو طمعا ان يستوعبوا المفاهيم الجديدة، التي تساوي بين الغني والفقير، والابيض والاسود، والسيد والعبد، والعربي والاعجمي، والمرأة والرجل، لذلك ووجدنا في التاريخ الإسلامي ممارسات بعيدة عن المفاهيم الانسانية التي ارادها الإسلام ان تسود بين الناس، وحين تولى الامام علي عليه السلام العهد بالخلافة حاول ارجاع الامور إلى نصابها الاول، فساوى بين الناس في العطاء وامام القانون، مما ولد له عداوات كثيرة، خاصو وانهم وجدوا قبله من قام بإعطائهم الامتيازات الخاصة لقرب نسبهم من قريش ام لكونهم من العرب، واستبعد غير العرب لمجرد انتماءهم العرقي، فعاملوهم معاملة بعيدة عن روح الإسلام العادلة، ومن هنا تبرز عظمة الامام علي عليه السلام وفرادته وتميزه وصلابته في الحق. ومن هنا صار الناس وخاصة الفقراء والموالي والمستضعفون يرون فيه البطل الامثل الذي سخر بطولته كلها لأجل الحق واعلاء كلمة الله في الارض واقامة العدل ومحاربة الجور ولو كان ذلك على حساب ذاته وخلافته، ولذلك ليس من الغرابة ان نجد الناس عبر التاريخ قد حاروا في تقويمه ووضعه في سلم العظماء لما تميز به من خصال لا ينافسه عليها احد من العالمين الا الرسول صلى الله عليه واله.
