الموقع الجغرافي لمسير حركة الإمام الحسين عليه السلام من مكة إلى كربلاء

المؤلفون

  • مهدي مؤمني

الكلمات المفتاحية:

الموقع الجغرافي لمسير حركة الإمام الحسين عليه السلام من مكة إلى كربلاء

الملخص

بعد موت معاوية بن أبي سفيان في 15 من رجب عام 61 للهجرة ووصول ابنه يزيد إلى الخلافة زادَ إلحاحُ هذا الأخير لأخذ البيعة من الإمام حسين a وعدد من كبار قريش، وقد ادي هذا الأمر إلى أن يقوم الإمام بالهجرة من المدينة إلى مكة المكرمة. قد بدأت هذه الهجرة في 27 من رجب عام 60 للهجرة ووصل الإمام إلى مكة في الثالث من شعبان لنفس العام.خلال تواجد أبي عبدالله الحسينa في مكة أرسل أهل الكوفة الكثيرَ من الكتب والرسائل التي تطالبه بالمسيرِ اليهم وتشكيل حكم إسلامي علوي بقيادة الإمام حسينa وبدعم من شيعة آل البيت الموجودين في الكوفة وباقي بقاع العالم الإسلامي. إن الإمام حسينa بعث رسولَه وممثله مسلم ابن عقيل إلى الكوفة ليتفقدَ أحوال هذه المدينة وسُكانها وينظر في إمكانية التوجه اليهم وتلبية طلبهم، وقد تم هذا الأمر في 15 من رمضان سنة 60 للهجرة. في هذه الأثناء وصلت أخبارُ هذه التحركات إلى يزيد بن معاوية من قِبل الخوارج وبني أمية الذين كانوا يقطنون في الكوفة، وقد قام يزيد بن معاوية بخطوتين سريعتين لإخماد تحركات شيعة العراق.الاولى تغيير وال الكوفة وتسليمها هي والبصرة إلى وال البصرة الشاب عبيدالله بن زياد، والخطوة الثانية هي ارساله مجموعتين من الأفراد إلى الحجاز لإعتقال الإمام حسينa أو إغتياله أثناء موسم الحج. اولى هذه المجموعتين والتي كلفت بأمر الإعتقال كانت بقيادة عمرو بن سعيد والمجموعة الثانية المكلفة بقتل الإمامa تتشكل من 30 شخصا وقد جعلت هذان المجموعتان أجواء مكة المكرمة أجواءً غير آمنة للأمام حسينa وأهل بيته وأنصاره بحيث أصبح من المحتمل أن يؤدي بقاءه في مكة إلى استشهاده هو وأهل بيته وأنصاره والكثير من حجاج بيت الله الحرام. من جانب آخر ونظرا إلى كثرة دعاة بني أمية الذين كانوا يمتلكون الكثير من المنابر الدعاية في آلاف المناطق الإسلامية كان من المحتمل أن يتم إغتيال الإمام حسينa وتلفيق قضية كاذبة مفادها أن الأمام حسينa استشهد بسبب نزاع قَبَلي، أو بسبب خلاف بينه وبين طلاب الخلافة الآخرين أمثال عبيدالله ابن الزبير أو عبدالله ابن عمر و... أو بيد جماعة مجهولة أخري، وبهذا يضيعون دمه ويقضون على نهضته ويصبح من المستحيل قيام ثورة ضدّ بني أمية وضد الظلم والفساد.فقدان الأمن في مكة المكرمة وإلحاح أهل الكوفة وكثرة دعواتهم لإقبال الإمام الحسين إليهم أدت إلى أن يقوم الإمام a في فجر الثامن من ذي الحجة عام 60 للهجرة بترك مكة المكرمة والتوجه إلى الكوفة. بناء على أشهر الروايات وصلت قافلة الإمام في يوم الخميس الثاني من محرم عام 61 للهجرة إلى أرض كربلاء الواقعة في منطقة نينوى احدى قري الكوفة، وقد أجبر الإمامa على التوقف عن المسير بسبب مضايقات جنود عبيدالله بن زياد بقيادة الحر ابن يزيد الرياحي.بهذا الشكل قطع الإمام حسينa وأتباعه مسافة ما بين مكة وكربلاء وذلك خلال 25 يوم تقريبا. تبحث هذه الدراسة جغرافية مسير الإمام حسينa في محورين رئيسيين:المحور الأول؛ يبحث عن المسافة الجغرافية بين مكة وكربلاء وكذلك عن المسافة بين المنازل والأماكن التي نزل بها الإمام حسينa أثناء رحلته التي استمرت 25 يوما. المحور الثاني؛ يبحث عن ماهية الفترة الزمنية التي كان يحتاجها الإمامa وأتباعه لقطع هذه المسافة. ثم ونظرا إلى مسافة الطريق والأحداث التي وقعت في بعض المواقع التي نزل بها الإمامa أثناء تلك الرحلة، هل من الممكن أن يصل الإمام حسينa إلى كربلاء في ذلك التاريخ الذي دونته كتب المؤرخين؟إنا لدراسة الحالية تسعي - بالإعتماد على الوثائق التاريخية والجغرافية ومقارنتها بالبرمجيات الحسابية والجغرافية - إلى استخراج جدول علمي دقيق لمعرفة المسافة الجغرافية لمسير الإمام الحسينa. إن هذه الدراسة ستفضي إلى التأكيد على صحة الروايات في مصادر التاريخ الإسلامي حول مراحل سير الإمام حسينa نحو كربلاء.

التنزيلات

منشور

2017-10-17