شهيد الثورة الحسينية الأول سليمان بن رزين ت60هـ

المؤلفون

  • جواد كاظم النصرالله

الكلمات المفتاحية:

شهيد الثورة الحسينية الأول سليمان بن رزين ت60هـ

الملخص

لقد تميزت الثورة الحسينية عن سائر الثورات قديما وحديثا، في هدفها وقيادتها وأنصارها، فهي لم تكن ثورة زمكانية خاصة بزمان ومكان معينين، وإنما هي ثورة باقية الوهج ببقاء البشر، لأن هدفها هو هدف البشرية عبر التاريخ، فهدفها ليس هدفا آنيا، مختص بجماعة دون أخرى ((إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا طائشا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله i أريد أن آمر بالمعروف وأنه عن المنكر))( )، فهدفها الإصلاح، وهو هدف تنشده الجماعات البشرية عبر التاريخ، وغدا هذا الشعار هو الشعار الذي ترفعه الثورات في مختلف بقاع الأرض سواء من المسلمين أو غيرهم، حتى قيل أن المصلح الهندي غاندي كان يقول: ((لقد تعلمت من الحسين))( ).من هنا فإن عطاء هذه الثورة لم يتوقف عن العطاء منذ إنطلاقتها حتى اليوم، ومن بين عطائها تلك الدماء الزكية التي واست الدماء الطاهرة لأهل البيت d، فكان سيلا من الدماء لم ينقطع يروي بذرة هذه الثورة لتتواصل عطاء من أجل دين الله تعالى ولتبقى كلمة الله هي العليا.وكانت في مقدمة هذه الدماء دماء السفيران مسلم بن عقيل( )، وسليمان بن رزين، اللذان أرسلهما الإمام الحسين a فأديا دورهما الرسالي على أتم وجه حتى وصل الأمر أن قدما نفسيهما الزكية فداء لدين الله ونصرة لولي الله الإمام الحسين a، وكان الأول قد أرسله الإمام الحسين a إلى الكوفة، أما الثاني فأرسله الإمام a إلى البصرة.وسنخصص هذا البحث لدراسة أول شهيد في الثورة الحسينية ألا وهو سليمان بن رزين سفير الإمام الحسين a إلى البصرة( ). فمن هو سليمان هذا؟ وما طبيعة مهمته؟ وما الآثار المترتبة على مهمته في البصرة؟ وكيف كان أستشهاده؟ من المؤسف أن المصادر قد بخلت عن تقديم صورة عن هذه الشخصية الرسالية التي كانت موضع ثقة الإمام الحسين a، فكل ماورد عنه أنه سليمان بن رزين، الذي تباينت أقوال المؤرخين في اسمه، فهل هو سلمان( ) أم سليمان؟( )، والذين قالوا أنه سليمان اختلفوا هل رزين أباه( ) أم أن كنيته أبو رزين؟( ).وهناك من ذهب للقول أن اسمه ذراع السدوسي( ) أو زراع السدوسي( ). وانتهى الشيخ السماوي للقول بأنه سليمان بن رزين( ). ويظهر أن أباه كان مولى للإمام الحسين  لذا تزوج من كبشة وهي جارية للسيدة أم إسحاق( ) زوجة الإمام الحسين a، فولدت له سليمان الذي بقي مولى للإمام الحسين a ( ). يظهر أن سليمان رافق الإمام الحسين a في تحركه من المدينة المنورة إلى مكة، ونستدل من اختيار الإمام الحسين a له رسولا إلى أهل البصرة أنه كان موضع ثقة الإمام a لهذا اختاره لهذه المهمة، ولعله أرسل في الوقت الذي أرسل الإمام a فيه مسلم بن عقيل إلى الكوفة فانطلقا كل إلى وجهته، مع اختلاف مهمة كل منهما، إذ أن مهمة مسلم أنه كان ممثلا عن الإمام الحسين a إلى أهل الكوفة، أما سليمان فيظهر أن مهمته اقتصرت على إيصال رسالة الإمام a إلى أهل زعماء الأخماس وأشراف البصرة.

التنزيلات

منشور

2017-10-17