التقنيات البيانية في الإبلاغ القرآني
الكلمات المفتاحية:
التقنيات البيانية في الإبلاغ القرآنيالملخص
خصّصت هذه الدراسة للوقوف عند أحد جوانب البلاغة، ألا وهو الجانب البياني؛ ذلك بأنّ الإبلاغ القرآني قد استعمل الأساليب البيانية بمثابة تقنيات يهدف بوساطتها إلى الكشف عن مجموعة أمور في الرسالة اللغوية لا تتم إلا بها، بل ويزداد فهم المتلقي لها عند ذكرها بوساطة هذه التقنيات، فضلاً عن تأثير هذه التقنيات في المتلقي وإسهامها في لفت نظره نحو ما يتم إبلاغه به، إذ لا يخفى على أحد من الدارسين ما للبيان من جانب تأثيري على المتلقي سواء أكان قارئاً للنص أم سامعاً للخطاب، مع ملاحظة وجود نسب متفاوتة لهذا التأثير فعندما يريد شخص الإبلاغ عن شجاعة أحد ما يقول: فلانٌ شجاعٌ، وهو بقوله هذا يبلغ المتلقين ويخبرهم بأنَّ هذا الشخص شجاع، ولكن إذا أراد تقديم هذا الخبر على نحو أكثر إيحاء وتأثيرا فإنه يعمد إلى استعمال تقنية من التقنيات البيانية كأن يقول: (فلان كالأسد) أو (عاد الأسد إلى قومه منتصراً) أو (دحر الأسد الأعداء) إلى غير ذلك، فلكل تقنية بيانية تأثير خاص يختلف عن غيرها في الكلام، ولأنّنا نتحدث عن النسق الإبلاغي في القرآن الكريم، نجده قد استعمل التقنيات البيانية في مواضع مقصودة، في السور المكية، فهي تارة تمثل المحور في التأثير والإفهام والإقناع كما هو الأمر في تقنية التشبيه، وتارة أخرى تمثل البؤرة التي تسهم في بناء الحدث، وقد اتضح ذلك في تقنية الاستعارة، وتعمل في مواضع أخرى على اقناع المتلقي بتحقق الصفة وثباتها في الشخصية التي تبلغه بها كما بيّنا ذلك في تقنية الكناية.