الدلالةُ اللغويَّةُ والتَّاريخيَّةُ لألقابِ الإمامِ عليِّ بن الحسين عليهما السلام
الكلمات المفتاحية:
الدلالةُ اللغويَّةُ والتَّاريخيَّةُ لألقابِ الإمامِ عليِّ بن الحسين عليهما السلامالملخص
- حظيت ألقابُ الإمام عليِّ بن الحُسين a باهتمامٍ كبيرٍ من قبل المؤرخين، وتفوَّقت شهرتُها على اسمه الأصليّ في أغلب الأحيان؛ ولعلَّ السَّببَ في ذلك هو ارتباطُها بأدقِّ تفاصيل حياته a، فلكُلِّ لقبٍ سببٌ أو حادثةٌ ارتبطت به.- يُكمِنُ السِّرُّ في تعدُّدِ ألقابِ الإمامِ a في سببين رئيسين: أحدهما: عبادته المُفرِطة التي اشتُقَّ منها ألقابُ: (زين العابدين، وسيِّد السَّاجدين، وذو الثَّفنات، والسَّجَّاد). والآخر: واقعةُ الطَّف؛ إذ أُخذت منها ألقاب: (العليل، والبكَّاء، والوصي).- اتخذت ألقابُ الإمام a المركبة شكلَ التَّركيب الإضافي في الغالب.- (ذو الثَّفنات) من الألقاب التي وقف عندها اللغويون، والمفسرون، والمؤرخون، والشعراء في مواقف مختلفة. وإنَّ هذا اللقب قد اشتُهِرَ للإمامِ a دون غيره؛ وذلك لتقدُّمه على غيره عند الذكر، فضلًا عن شهرة الإمام بألقاب مرادفة لمعنى (ذي الثفنات) كـ(السَّجَّاد)، و(زين العابدين)، و(سيد الساجدين).- يُعدُّ لقبُ (زين العابدين) من أشهرِ ألقاب الإمام a، ولا غرابةَ في ذلك إذا ما علمنا أنَّ الرسول i هو أوَّلُ من أطلقه عليه.- يجوزُ إطلاقُ لفظ (السَّيِّد) على المخلوقين خلافًا لِما ذهب إليه بعض العلماء؛ إذ إنَّ هذا اللقب قد أُطلق في القرآن الكريم على المخلوقين، يُزادُ على ذلك الأحاديث الكثيرة الواردة عن الرسول i التي استعملَ فيها لفظ (السَّيِّد) بحق بعض أئمة أهل البيت d.- اشترك أئمةُ أهل البيت d ببعض الألقاب، وصحَّ إطلاقُها على أيِّ واحدٍ منهم، كلقب: (سيِّد النَّاس، وإمام الأُمَّة) وغيرهما.- إنَّ إطلاقَ لقبِ (الأصغر) على الإمامِ عليٍّ بن الحسين جاء للتفريقِ بينه وبين الإمامِ عليٍّ الأكبر a.- يُعدُّ البكاءُ من الغرائزِ الفطريةِ التي ليس للإنسانِ فيها مجال اختيار؛ لذا كان بُكاءُ الإمام a المُفرط لاعتبارات معنويَّة متعددة يتطلبُها الموقف، ولاسيَّما بعد أحداثِ كربلاء المأساويَّة، والروايات المذكورة في الثَّناء على البكَّائين لا تُحصى.- لَقَبُ الإمامِ a (الرَّهبانيّ) جاء بفتح الرَّاء، أي: (الرَّهبانيّ)، ويعني: الخائف من المعبود، وليس من (الرُّهبان) جمع (راهب)، وهو المتعبد فِي الصومعة، وإن اشتركا في أصلِ المعنى، وهو الخوفُ من المعبود، والرَّهبةُ منه، وخشيتُهُ، وهذا ما اتصف به الإمام a.
