الأسرة في أقوال الإمام السجاد عليه السلام وأفعاله - دراسة تأريخية
الكلمات المفتاحية:
الأسرة في أقوال الإمام السجاد عليه السلام وأفعاله - دراسة تأريخيةالملخص
وبناء على ما تقدم يمكن تثبيت ما يلي: 1- إن الإمام السجاد a بعنايته بالأسرة قولاً وفعلاً - انطلق من ملحظ قرآني وفيض نبوي وتجليات من آبائه الكرام - إنما أراد بها المضي على المحجة البيضاء فيما يجب أن تكون عليه الأسرة المسلمة بل الأسر في كل بقاع الأرض.2- إن رؤيته a للأسرة لم تكن أحادية الجانب إذ جسد بالقول والعمل مسؤوليات أفرادها التلازمية وإن على كل واحد منهم أن يعمل بما تمليه عليه إرادة السماء ونطاق واجباته التي فطره الله عليها مستعيناً به سبحانه على أدائها.3- كشف البحث - بلحاظ النصوص الواردة فيه - إن للأم وللأب أهمية قصوى في فكر الإمام وأعماله ورغم أنه ذكر للأم جهوداً وجهاداً أكبر من الأب في تكوين الأسرة بحكم تكوينها الخلقي والعاطفي إلا أنه لم يبخس حق الأب عملياً، فهو وإن اختصره في ملحظ - حق الأب في رسالته الحقوق - إلا أنه ألقى ضوءاً كاشفاً عليه عند ذكره لحق الولد وحق الصغير بل وحتى في حق ملك اليمين إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن العائلة - فضلاً عن مكوناتها الرئيسية - كانت تسمى قديماً - إذا ما ضمت العبيد والجواري - (بيت الرجل).4- أظهر a أهمية الأخ بكل تجلياتها ومعانيها وعمقها مؤكداً على التلازمية النسبية بين الأخوة برابطة الدم فضلاً عن الرابطة الإنسانية في الله التي يجب أن يكون عليها الأخوة في الأسرة الواحدة، مستحضراً قول الشاعر: أخاك أخاك فمن لا أخ لهكساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ5- وفيما يتعلق بالزوجة فالإمام a عرض لمزاياها مرتين في رسالته الحقوق وأكثر من الإيصاء بها مقارنةً بالإشارة المقتضبة لحقوق الزوج عليها ربما اعتماداً على فطنتها وربما كي لا يقسو الرجل عليها، أما عملياً فكانa مثالاً للزوج العادل الرؤوف بزوجته المراعي لأحاسيسها - مهما اختلف حسبها - منطلقاً من قول جده المصطفى i "رفقاً بالقوارير" .6- أكد a أيضاً أن الابن مرآة تعكس تربية أبيه - في حياته وحتى بعد مماته - بل يمثل الابن - الأب- بكل تجلياته، وأن على الأب والابن - بحسب الإمام - مسؤولية تلازمية في أن يحسن الأول التربية فيحسن الثاني التصرف، فيترك الأب بذلك غرساً طيباً يعجب الزراع والعكس بالعكس، وقد حرصa عملياً على أداء ما عليه من البر بوالديه بقدر ما يستطيع فكان أنموذجاً للولد الصالح.7- كشف البحث إن الإمام في معاملته لمماليكه (عبيد وجواري) - قولاً وفعلاً - إنما جسد أهم مبدأ جاء به جده رسول الإنسانية محمد i في بعثته ألا وهو المساواة وبتجلياتٍ كثيرة، وعَمِلَ بقوله i: "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" وقوله i " كلكم لآدم وآدم من تراب".8- وأخيراً فإنه a ومن خلال تعاطيه مع مكونات الأسرة وتوجيهاته للنهوض بها من موقع المسؤولية - كإمام - إنما أراد أن يرتقي - بأقواله وأفعاله - بها إلى حالة من التكامل انطلاقاً من قوله i: " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته...".
