وحدة المسلمين عند الإمام زين العابدين عليه السلام
الكلمات المفتاحية:
وحدة المسلمين عند الإمام زين العابدين عليه السلامالملخص
اهتم الإمام زين العابدين a بكل ما تحتاجه الأمة الإسلامية في حب بعضهم بعضاً في حياتها المعنوية كما في حياتها المادية. وكان a في جميع أعماله يعيش الهاجس الروحي مع الأمة ويستشعر المسؤولية الكبرى إذعاناً منه لحديث جدهi: (مَنْ أَصْبَحَ لَا يَهْتَمُّ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ)( ).والوحدة الإسلامية بها تحفظ وتصان الأمة، وعليه تقوم وتشيد، ومنها تستمد الثبات، وتتخذ صفة الأصالة والواقعية. ومحاربة الفرقة لا تكون بالتخلي عن الاعتقادات الصحيحة؛ بلْ تكون بالسعي إلى تقويتها، وترسيخها، وتعريف الناس بها، وإرجاع الناس إليها، والإسلام المحمدي هو الحق الذي لا يوصف بغلو، ولا يوصم بتخلُّف. ونحتاج إلى أمور عدة لإبعاد العناصر التي توجب الصراع في علاقة المسلم بغيره أو بين المذاهب الإسلامية، منها:1- العمل على تضافر كل الجهود الممكنة في العالم الإسلامي؛ لأجل الخروج بفكرة شاملة محكمة متماسكة تشكّل النسيج الإيجابي السلمي بين المسلمين المتناحرين. وأنَّ العصر الذي نعيش فيه يجب أنْ يكون عصر صلح ومهادنة (تعايش سلمي) لا عصر الحرب بحسب العلاقات القائمة بين الدول الإسلامية.2- اظهار الأبعاد المشرقة للإسلام في الوحدة، بالقرآن الكريم والسنّة النبوية وأهل البيت d. والالتزام بجوهر الدين وتعاليمه الحقيقية وتطبيقها عملياً لا سيما الأخلاق الإسلامية العالية وجعلها منهاج حياة في التعايش مع الآخرين.3- الدعوة إلى الحوار والتفاهم واتباع الدليل والبرهان، وجعل العلم هو الأساس، ونبذ الخرافات والتهم والأباطيل، وتجنب التكفير لمجرد الاختلاف في الرأي المستند إلى الدليل. والتركيز على سيرة عظماء الأمة في تعايشها مع سائر الأمم كالنبي i والأئمة d والعلماء والصلحاء ودعاة التقريب وأمثالهم، وجعلها سيرة الأمة مع الغير ليتعرّف العالم على الإسلام من جانب أبنائه وسيرتهم. وكمثال على ذلك ما ذكره الإمام السيستاني في وحدة العراق.
