حقوق الطفل المستوحاة من رسالة الحقوق للأمام زين العابدين عليه السلام
الكلمات المفتاحية:
حقوق الطفل المستوحاة من رسالة الحقوق للأمام زين العابدين عليه السلامالملخص
يتضح لنا من خلال ما سبق مدى اهتمام أهل البيت d بحقوق الطفل والمنزلة الرفيعة التي حظيت بها مرحلة الطفولة عند الأمام زين العابدين a، فرسالة الحقوق قد أولت حقوق الطفل رعاية خاصة ووجهتها التوجيه السليم في بيئة اجتماعية صالحة وما تركت منفذ من منافذ الحقوق إلا وجعلت للطفل منه نصيبا. وقد اكدت على توفير كافة الفرص للطفل حتى ينشئ في اطار وقاية وحماية خاصة من النواحي الدينية والاجتماعية على نحو طبيعي.وقد تميزت رسالة الحقوق بتقرير حقوقاً للطفل لم تصل اليها المجتمعات المعاصرة، وان ما جاءت به الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل لا يخرج في كلياته ولا جزئياته عما قرره الأمام زين العابدين a للطفولة من حقوق (قبل اربعة عشر قرناً من الزمان) مع امتياز ما قرره أن الطفل أمانة عند الوالدين وذوي القربى وكل المجتمع فضلا عن رعايته منظومة القيم الدينية والاخلاقية كلها. إن كثيراً من الباحثين قد درج على مناقشة ما يتعلق بالتربية وتعليم الاطفال بمنظار غربي كون هذه الحضارة تمثل قمة التطور الحضاري فيما يخص حقوق الإنسان، والحق انه لا مانع من أن نأخذ من الحضارة الغربية ما يفيدنا لكن يجب ان يضع الباحثون والدارسون في الاعتبار ان الإسلام والشريعة الإسلامية هي الاساس في ذلك( ). ولو تأملَ المنصفون شرقا وغربا بموضوعية تامة ودون تحيِّز سوف يقررون بلا شك ان التربية المعاصرة لم تأتي بجديد، وان المناهج الغربية القائمة على الاسس الاخلاقية - بعيدا عن العقيدة أو الفلسفة - لا تبعد عن منهج أهل البيت d في بناء الإنسان بناءً شاملا شيئاً فشيئاً إلى حد التمام والكمال، لذا علينا ان نقرر بارتياح تام وثقة لا تتزعزع ان الفكر الرسالي المتمثل بأهل البيت d، هو النبع الصافي الذي رفع الإنسانية إلى المعالي واعلى من شأن الطفولة البريئة ورعاها حق رعايتها، وقد تَجَلَّى ذلك بأوضح صوره في رسالة الحقوق للأمام زين العابدين
