قبسات من النهج القرآني التربوي عند الامام زين العابدين عليه السلام

المؤلفون

  • زهراء رؤوف الموسوي

الكلمات المفتاحية:

قبسات من النهج القرآني التربوي عند الامام زين العابدين عليه السلام

الملخص

نختتم هذه الصفحات بكلام للإمام زين العابدين a في موعظة له لسائر اصحابه وشيعته وتذكيره اياهم كل يوم جمعة جاء فيها: فاحذروا ايها الناس من الذنوب والمعاصي ما قد نهاكم الله عنها وحذركموها في الكتاب الصادق والبيان الناطق ولا تأمنوا مكر الله وتدميره( ) عندما يدعوكم الشيطان اللعين اليه من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا فإن الله يقول: [إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ] واشعروا قلوبكم خوف الله وتذكروا ما (قد) وعدكم في مرجعكم اليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد عقابه فانه من خاف شيئا حذره ومن حذر شيئا تركه ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا الذين مكروا السيئات وقد قال الله تعالى: [أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ] او يأخذهم على تخويف، فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه ولا تأمنوا ان ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين في كتابه لقد وعظكم الله بغيركم وان السعيد من وعظ بغيره ولقد اسمعكم الله في كتابه ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال: [وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ] وقال: [فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ] يعني يهربون. قال [لاَ تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ] فلما أتيهم العذاب [قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ] فان قلتم ايها الناس: ان الله انما عنى بهذا اهل الشرك فكيف ذاك وهو يقول: [وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ]. اعلموا عباد الله ان اهل الشرك لاتنصب لهم الموازين ولاتنشر لهم الدواوين وانما يحشرون إلى جهنم زمرا وانما تنصب الموازين وتنشر الدواوين لاهل الاسلام فاتوا الله عباد الله واعلموا ان الله تعالى لم يحب زهرة الدنيا لاحد من اوليائه ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها فإنما خلق الدنيا وخلق اهلها ليبلوهم فيها أحسن عملاً لآخرته( ).

التنزيلات

منشور

2018-04-08