حياة الإمام محمد الباقر عليه السلام وأثرها في رسم السياسة المالية في الدولة الإسلامية - دراسة إستقرائية

الملخص

لم تحظ المكتبة العربية والإسلامية بدراسة مفصلة عن حياة الإمام الباقر a الذي أرسى من المؤسسين في التكوين الحضاري لهذه الأمة، وليس من الوفاء أن نهمل حياة عظمائنا، في حين إن الأمم الحية قد عنيت بتخليد عظمائها والإشادة بهم. يقول الكاتب المصري عباس محمود العقاد: إن الأوربيين قد وجدوا من علمائهم من يشيد بعظمائهم، ويستقصي نواحي مجدهم، بل قد دعتهم العصبية أحيانا أن يتزايدوا في نواحي هذه العظمة، ويعملوا الخيال في تبرير العيب وتكميل النقص واندفاعاً للنفس وإثارة لطلب الكمال، أما نحن فقد كان بيننا المصطفى محمد i وبين عظمائنا سدود وحواجز حالت بين شبابنا والاستفادة منهم. ومن هم أحق بالإشادة من أئمة أهل البيت d لا سيما وإمامنا العظيم محمد بن علي الباقر a الذي يعد أبرز العباقرة والقادة الطليعيين في العالم، وفي هذه الأمة في زمانه، لذلك برزت أهمية الدراسة من خلال ما قام به من رفد الساحة الاسلامية بالعديد من المنجزات رغم المضايقات التي تعرض لها من حكام الجور في عصره. وقد جرى الاطلاع على عدد من المصادر التاريخية ذات العلاقة بالدراسة ومحاولة تكييفها للاستفادة منها بالمحاور الرئيسية للدراسة بما يحقق الهدف المنشود منها وعلى المستويين الفردي والأمة الاسلامية، وقد خرجت الدراسة بجملة من الدروس المستنبطة لعل من أبرزها تدخل الامام الباقر a في رسم السياسة المالية للدولة الاسلامية من خلال قيامه باتخاذ الاجراءات التي من شأنها ان تؤدي باستقلالية النقد وتحريره من السيطرة الأجنبية المرتبطة بالإمبراطورية الرومانية، وكذلك لابد من الاستفادة من سيرته العطرة لتكون لنا نبراساً ومنهاجاً في حياتنا اليومية لمقارعة الظلم والاستبداد تحقيقاً لما فيه صلاح البشرية للدنيا والآخرة.