فلسفة الامامة الالهية للإمام محمد الباقر عليه السلام ودورة في نشوء العقائد الفكرية و نضوج الحياة السياسية للامة

المؤلفون

  • إحسان عيدان عبد الكريم السيمري

الكلمات المفتاحية:

فلسفة، الامامة، الالهية، للإمام، محمد، الباقر، عليه، السلام، ودورة، في، نشوء، العقائد، الفكرية، نضوج، الحياة، السياسية، للامة

الملخص

الإمام محمد الباقر a من أفذاذ العترة الطاهرة، ومن أعلام أئمة أهل البيت d ومن ابرز رجال الفكر والعلم في الاسلام فقد قام ـ فيما اجمع عليه المؤرخون - بدور إيجابي وفعال في تكوين الثقافة الاسلامية وتأسيس الحركة العلمية في الاسلام، فقد تفرغ لبسط العلم واشاعته بين المسلمين في وقت كان الجمود الفكري قد ضرب نطاقه على جميع انحاء العالم الاسلامي، ولم تعد هناك أية نهضة فكرية أو علمية، فقد منيت الامة بثورات متلاحقة، وانتفاضات شعبية كان مبعثها تارة التخلص من جور الحكم الاموي واضطهاده، وأخرى الطمع بالحكم، واهملت من جراء ذلك الحياة العلمية اهمالا تاما فلم يعدلها أي ظل على مسرح الحياة.وقد ابتعد الامام الباقر a عن تلك التيارات السياسية ابتعادا مطلقا فلم يشترك بأي عمل سياسي يتصادم مع الحكم القائم آنذاك، واتجه صوب العلم فرفع مناره، وأسس قواعده وأرسى اصوله، فكان الرائد والمعلم والقائد لهذه الأمة في مسيرتها الثقافية، وقد سار بها خطوات واسعة في ميادين البحوث العلمية مما يعتبر عاملا جوهريا في ازدهار الحياة الاسلامية وتكوين حضارتها المشرقة في الاجيال التي جاءت بعده.وكان من أهم ما عنى به الامام أبو جعفر a نشر الفقه الاسلامي الذي يحمل روح الاسلام وجوهره وتفاعله مع الحياة فسهر على احيائه فاقام مدرسته الكبرى التي زخرت بكبار الفقهاء كأبان بن تغلب ومحمد بن مسلم، وبريد وأبي بصير الاسدي والفضل بن يسار، ومعروف بن خربوذ وزرارة ابن اعين، وهؤلاء الاعلام ممن اجمعت الصحابة على تصديقهم والاقرار لهم بالفقه، وإليهم يرجع الفضل في تدوين أحاديث أهل البيت d ولو لا هم لضاعت تلك الثروة الفكرية الهائلة التي يعتز بها العالم الاسلامي وهي احدى المدارك الاساسية لفقهاء الشيعة في استنباطهم للأحكام الشرعية. وقد قام بتسديد نفقاتهم وما يحتاجون إليه في حياتهم المعاشية ليتفرغوا الى تحصيل العلم وضبط قواعده وتدوينه، وعهد من بعده الى ولده الامام الصادق a القيام برعايتهم والانفاق عليهم حتى لا تشغلهم الحياة الاقتصادية عن القيام بأداء مهماتهم... وقد قاموا بدور بناء في تدوين الحديث الذي سمعوه منه، كما أخذوا يلقون على البعثات الدينية ما رووه عنه، وقد روى عنه تلميذه جابر بن يزيد الجعفي سبعين ألف حديث(٢). كما روى عنه أبان بن تغلب مجموعة كبيرة عنه، وقد حفلت الموسوعات الفقهية بحشد كبير من رواياتهم عنه فجميع أبواب الفقه من العبادات وسائر العقود والايقاعات مدعمة بالروايات عنه فكان المؤسس والناشر لفقه أهل البيت الذي يحتل الصدارة في الفقه الاسلامي.  

التنزيلات

منشور

2019-08-31