الإمام محمد الباقر صوت الحضارة الإسلامية ورائد الفكر الإمامي

الملخص

الإمام الباقر a: هو خامس الأئمة، وسليل النبوة، ونبراس العلم، ومتراس الدين والسلم، فهو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب d المنعوت بالباقر.والبحث يفصح من مسماه ويسلط الضوء على الريادة الفكرية للإمام الباقر a التي ظهرت وبرزت بشكل جلي لديه، ذلك لظروف اقتضت إظهار النبوغ الفكري والبعد العقائدي، والسلوك الخُلقي لأهل البيت d، فـ"لئن قُدر لأهل البيت d العزل السياسي في الإدارة والحكم، فما قُدر لهم العزل الفكري في قيادة الأمة". فأخذ الإمام الباقر نصيباً كبيراً من الريادة الفكرية؛ لتداعيات وظروف المت بعصره، دعت إلى إبراز الدور الفكري، وترسيخ البعد العقدي، وتوسيع الجانب المعرفي والثقافي. ففتح باب العلم على مصراعيه، واحتضن العلماء، ووفر لهم كل ما يسد متطلبات عيشهم كي يحافظ على الدرر المحمدية, وينمي شجرتها بالعلم والأدب والمعرفة، والعبادة بعيداً عن التكالب السياسي، والتطرّف الديني، والتعصّب القبلي.ويمكن إيجاز محاور البحث بالنقاط الآتية:1- إعطاء وصف علمي شامل لعصر الإمام وما يعتريه من تغيرات في جوانب الحياة كافة، وإظهار التكالب السياسي وأثره على الجانب العقائدي ومن ثم إبراز وتحليل موقف الإمام، ودوره الحاسم في تقويم الدين والمسلمين.2- تحليل دور الإمام وابراز دوره في المواجهة الفكرية، والتحدي المُجدي.3- بناء قاعدة فكرية تتسم بالنزعة الحضارية، والتطور الهادف لبناء عقول تحمل فكر أهل البيت d في الفقه والعقيدة، والأخلاق، واللغة، وكل مكملات شخصية الإنسان، فأثمرت جهود الإمام بتخريج سيل من العلماء يتنافسون فيما بينهم للاستزادة بعلم الإمام للتعلم ونشر الفكر المحمدي، والاستقاء من رحيقهم العذب.