منهج الإمام الصادق عليه السلام في تفسير القرآن الكريم السيرة النبوية أنموذجا

الملخص

إن الانفراج الفكري الذي حصل لمدرسة أهل البيت d في عهد الإمام الصادق a كان كبيراً قياساً للعهود السابقة التي مرت بها الأمة الإسلامية، وأسباب هذا الانفراج كثيرة وأهمها ضعف الحكم الأموي وانهياره، وضعف بداية الحكم العباسي، فكان من الطبيعي ان ينشغل الحكام عن رموز أهل البيت d، لذلك كان a بعيداً عن المواجهة السياسية العلنية، فحصل فراغ واضح استغله الإمام الصادق a في نشر علومه العديد والكبيرة، ومن ثمَّ أدى إلى كثرة الإنتاج العلمي له a وكثرة مروياته التي أطلقها لنشر العلوم والفكر الإسلامي ومنها علم السيرة.ولعله لم يدر في خلد بعضهم ان للإمام الصادق a مادة تاريخية في السيرة النبوية، ويستند أصحاب هذا الرأي إلى ان الإمام الصادق a سلك في أحاديثه جانب الوعظ والإرشاد وأموراً أخرى تحمل الطابع الديني والعقائدي، وهذا ليس صحيحاً، بل يعد دليلاً على عدم الاطلاع والمعرفة بثروته العلمية الكبيرة التي خلفها لنا a، فهذا البحر المتلاطم الأمواج من العلم الموروث عن آبائه d وجده i كان كافياً لتزويدنا بما نحن بحاجة إليه من المادة التاريخية للسيرة المباركة، بل ان مروياته من السعة والشمول بما لا يستطيع اي باحث الالمام بها.