مفهوم الإمامة عند الإمام جعفر الصّادق عليه السلام وموقفه من الأفكار الغالية
الكلمات المفتاحية:
مفهوم، الإمامة، عند، الإمام، جعفر، الصّادق، عليه، السلام، وموقفه، من، الأفكار، الغاليةالملخص
إنّ الإمامة بالتأكيد لها اهم الأدوار في منظومة الفكر الكلامي للشيعة الامامية. ان الاعتقاد بالنص والعصمة من جهة ودور الامامية بالنسبة للموقع المعنوي لدى الامام، اي المرجعية الدينية الحصرية للائمة، من جهة ثانية، قد مهد فضاء للنقاش عن خصائص الامام تحت عنوان ماهية مقام الإمامة وحدود العلم وقوة الامام. ان الشيعة وخاصة الاثنى عشرية منهم، ينادون بوفاءهم بالنظام السياسي الذي قد تم تعريفه على يد النبي الأكرم صلوات الله و سلام عليه والذي له جذور في المعارف القرانية. انهم من خلال طرح أصلين وهما النص والعصمة قد أعلنوا عن وفاءهم علنا وعملا. التاكيد على عصمة الامام يدل على الجهد وراء تطبيق صلاحيات القيادة على خصال الرسول والاعتقاد بالنص يدل على التاكيد في حفظ الموقف الالهي لدى قادة المجتمعات.يذكر الإمام جعفر الصادق a شروطا للإمامة، منها أن يكون الإمام أعلم الناس وأتقاهم وأكثرهم شجاعة وكرما وأفضلهم عدلا وإنصافا، ويعتبر الأئمة المعصومين d بأنهم علماء ذوو حلم وأنهم صادقون ومتكلمون وأهل فهم وإدراك، إن الإمام هو الشخص المبرأ من الذنوب والمعاصي والبعيد عن العيوب والنقائص، وإنه يعرف عنه العلم والحلم والعمل من أجل عزة المسلمين ومواجهة المنافقين والقضاء على الكافرين وإغضابهم، إن الإمام هو المرجع الديني الوحيد في عصره وزمانه الذي يتحمل مسؤولية تعليم أحكام الشريعة وتفسيرها ونشر الأخلاق الحسنة في المجتمع وتربية أبنائه. بوجود الإمام تكتمل الأعمال العبادية الأخرى مثل الصلاة والصوم والحج والجهاد، كما تتجسد معاني أعمال أخرى مثل الغنائم والزكات عندما يكون على رأسها إمام ينفذ هذه الأحكام ويطبقها في المجتمع. إن الإمام هو أمين الله في أرضه وحجته على عباده، إنه يطهر الدين من البدع والانحرافات ويقود المجتمع إلى بر الأمن والأمان، إنه خليفة الله ورسول في الأرض وإن أصل الإمامة هو من الأصول المكملة للدين. لا يشاهد في كلام الإمام جعفر الصادقa وحديثه أي غلو وتطرف خلافا لما يراه البعض من الغلاة فيهم، حيث يصورنهم على أساس أنهم مخلوقات يختلفون عن الجنس البشري وأن الله أعطائهم قدرات وفوضهم في أمور كونية مثل أن يخلقوا ويرزقوا المخلقوقات الأخرى وأن الله كلفهم بتشريع الأحكام ووهبهم علما ذاتيا مطلقا وأنهم يملكون علم الغيب ويعرفون ما يدور في السماء والأرض، كما إنهم يعلمون موعد يوم القيامة والبعث وغيرها من أمور تختلف اختلافا كبيرا عن الحقيقة التي كان عليها الأئمة الأطهار، كما إن الغلاة يعتقدون أن الأئمة يستطيعون فعل المعجزات وأنهم لا يسهون ولا يغفلون. كان الإمام جعفر الصادق a يخالف هذه الأفكار والعقائد المنحرفة ويعارضها بشدة ويؤكد أن هذه الأوصاف التي تنسب لهم لا يمتلكها غير الله عزّ وجل.
التنزيلات
منشور
2020-09-01
إصدار
القسم
العام