مفهوم الجدل في منهج مدرسة الإمام الصادق عليه السلام
الكلمات المفتاحية:
مفهوم، الجدل، في، منهج، مدرسة، الإمام، الصادق، عليه، السلامالملخص
استعرضنا في هذا البحث بشكل موجز الجدل واساليبه وطرقه بشكل عام وعند الإمام الصادق d بشكل خاص وما أثرى به هذا الموضوع لأهميته وخصوصا أنه يدخل في بلورة منهجية معرفية كبيرة تدفع بعجلة الدرس العلمي ومعارفه الى الامام، لقد أثر منهج الامام a العلمي والفكري في مسيرة العلم والعقيدة، وحققت نتائج إيجابية عديدة أسهمت في ايصال التحرك الإسلامي الرباني إلي مواقع أكثر تقدُّماً في الأُمّة، فشخصية الإمام الصادق a مرموقة عند كلِّ المسلمين ولقد كان يؤدي هذا الدور لا لكونه شخصية اعتيادية ولا لكونه صاحب مذهب نسب إليه، وإنما هو حلقة في سلسلة الأئمّة الاثني عشر المعصومين d.ولو نُسب له المذهب الجعفري فإنّ النسبة مجازية لأنه أكمل دور آبائه وأجداده، فهو بحر من العلوم بمختلف أنواعها، ولذا كانت الروايات مستفيضة من تعاليمه ومناظراته ورسائله في مختلف المجالات، ولم يقتصر دور الصادق a العلمي على تلامذته من أتباع مذهبه، وإنما كان همُّه إيصال الفكر الرسالي إلى الأُمّة جمعاء، لقد كان الإمام a يدعو إلى الإصلاح والإرشاد بمكارم أخلاقه وحسن سيرته وتواضعه وإحسانه، وقد استطاع ببركة وعظه وإرشاده أن ينقذ جماعة ممن أغرتهم الدنيا فضاعوا في متاهتها، فتركوا ما هم فيه وساروا إلى ساحل الأمان. وما يلحظ عن الإمام الصادق a أنه أمر بتدوين الحديث، فكان بحق أوّل من أمر بالتدوين وكذلك التفصيل في الطرق التي توصل الى البحث المنهجي السليم. أفرزت المدرسة الامام الصادق a مجموعة من النظريات المهمة تصلح ان تكون قواعد عامة في التعامل مع الأفكار، كالمنهج العقلي ونظرية التصحيح بكيفية معينة ضمن أطر خاصة تتضمن العرض على القرآن الكريم لمعرفة الصحيح من السقيم بالنسبة للأحاديث وللتفسير. وكذلك من ضمن منهج a جعل حصة كبيرة للتخصص في الجزئيات كما في علم الكلام كالتخصص في التوحيد أو الإمامة أو باقي الفروع، والمتتبع لتاريخ مدرسة أهل البيت d يجد سمة مهمة جداً وهي كثرة تلاميذها بوضوح، ولم يسمع لغيرها مثل هذه الكثرة التي استمرت بتأثيرها إلى يومنا الحاضر، وهذا ان دل فإنما يدل على هيمنة الفكر الرباني الالهي على متبنياتها ومخرجات القيم والمبادئ التي أرادت السماء تبليغها للناس. فبروز التنوُّع العلمي والشرعي ذي التخصصات المتعددة الذي بدوره أخذ يتطور بمرور الزمن، فأصبح كلُّ فرع من هذه العلوم رأساً بحاله ويحتاج التفرُّغ التام لنيل علومه، وبالتالي كانت هي البذرة الصادقة التي دبت الحياة في جسد الإسلام من جديد.فطريقة تدريب الطلبة تمنحهم الثقة بالنفس في مواجهة التحديات والمخاطر، وعدم التردد في الإجابة لأنَّ الطالب صار عنده علم بأن الذي منحه إيّاها هو من خزنة علم الله تعالى، وأطلاق الحرية في التفكير والسؤال وهذه الميزة لا تصدر إلا من كان مهيمناً على العلوم ولا يخاف السؤال.. لقد كان لفتح باب الاستنباط الفقهي والعلمي بشكل مدروس دور كبير ومهم وهو الذي ميز هذه المدرسة من باقي المدارس لقرون، أرست طرق عديدة مثلا لتوثيق الرواية والراوي مما جعلها في مأمن في كثير من الأزمان بسبب الدراسات الدينية المعاصرة ما هي إلا امتداد لجامعة الإمام الصادق a، إذ ليس هناك انفصال بين المدرسة التي تأسست قبل أكثر من 1300سنة وبين الدراسة اليوم، فأحكامها الفقهية وعقائدها الأصولية، واستنباطاتها سواء في اللغة أو التفسير أو الرجال تابع لتك المدرسة القديمة في التاريخ المتجددة في الازمان. وبسبب اختلاط المفاهيم والرؤى بين المذاهب والناس انبثقت طرق الجدل وراح أمرها يستشري بشكل إما باحثة عن الحق والحقيقة وإما جهل بعقولهم يراوغون بدون علم، ولهذا كان لموضوع الجدل وطرقه اهتمام كبير و استطاعت مدرسة الامام a استيعاب كلَّ الانحرافات والميول والدسائس لهذه الشريعة، وهذا ما توارثه اليوم طلاب مدرسة أهل البيت d فهي ما تزال تواكب كلّ الوسائل الحديثة التي من شأنها تطوير أدائها، ولهذا تعد الدراسات الشيعية من أكثر المعاهد والكليات وباقي الحواضر الدراسية تطوراً في منهجيتها. والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على نبيِّنا محمَّد وعلى آله الطيبين الطاهرين الغرّ الميامين، وأستغفره وأتوب إليه من كلٍّ ميل وهوىً إنَّه سميع الدعاء.
التنزيلات
منشور
2020-09-01
إصدار
القسم
العام