الروافد المعرفية وأثرها في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام

الملخص

تنوعت مجالس الامام الصادق a من حيث التعليم والتدريس العقائدي والفقهي، فتخرج على يديه علماء في العقائد والفقه والكلام والكيمياء والفلسفة وغيرها من العلوم، وكان مبدأ التخصص من أهم العناصر البارزة في فكر الأمام الصادق a، إِذ إنّ من يسبر مرويات الرواة ويخوض في مضامينها يقف على تنوع مدارسهم واهتماماتهم، إذ إنّ الرواة لم يعتنوا بعلم واحد دون بقية العلوم بل العكس فمن الموروث الروائي يستنتج الباحث اهتمام بعضهم بنقل مرويات الفقه دون غيرها وتفوقهم في هذا المجال على غيرهم من الرواة كزرارة ومحمد بن مسلم، وتفوق بعضهم الآخر بعلم الكلام كهشام ومؤمن الطاق، وفريق آخر بالمعارف كجابر بن يزيد الجعفي وأصحابه الراوين عنه كالمفضل بن صالح وعمرو بن شمر ومحمد بن سنان والمفضل بن عمر وغيرهم، وفريق آخر بعلوم القرآن، وآخر باللغة كأبان بن تغلب، وفريق آخر بالكيمياء كجابر بن حيان وغيره، و إِنَّ الأئمة d كانوا قد راعوا مسألة التخصص هذه في مجال المناظرات مع الخصوم فمن ذلك نلحظ المعصوم يدفع بهشام بن الحكم في المناظرات الكلامية وبزرارة في المسائل الفقهية وغيرهم في الأمور المعرفية وما ذلك إلا مراعاة للتخصص الدقيق في مجال العمل، يأتي هذا البحث كمحاولة لرصد هذا التنوع المعرفي في تلامذة الإمام الصادق a،