الأفعال الكلامية في وصية الإمام الصادق لإبنه الإمام الكاظم عليه السلام دراسة تداولية

الملخص

- إن التداولية وإن كانت من المصطلحات اللسانية الحديثة لكننا وجدنا مجالاً لتطبيقها في هذا الكنز من التراث الإسلامي ألا وهي وصية الإمام الصادق a التي وضعت القواعد المعيارية الخلقية التي تحقق النتائج المثمرة في الحياة، ومثلت الوصية الأفعال الكلامية، ومثل المتلقي لها الأفعال الانجازية، ومثّل وصولها إلينا الأفعال التأثيرية التي لها مغزى كبير في الحياة فيما لو طبقت تطبيقاً كلياً ومن تلك العناصر التداولية التي مثلت الأفعال الكلامية الانجازية التي حققت نتائج مثمرة ومن الممكن تطبيقها في الحياة، وجني ثمارها في الدنيا، وجزاءها في الآخرة من أهمها الرضا بالعيش وإن كان بسيطاً؛ فالقناعة كنز لا يفنى كما يقول الإمام علي a، وتجنب مراقبة الناس الذي يؤدي إلى الحسد الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وعلى الإنسان أن يرضى بما قسم الله له تعالى، وأن يتجنب الضجر والعبارات التي توحي بعدم الرضا بما يقسم الله لنا.2- محاسبة النفس في كلّ صغيرة وكبيرة، لأن الخطأ الصغير يؤدي إلى الخطأ الكبير عند الاستهانة به، و تجنب الحديث عن عيوب الآخرين، وعلى الإنسان أن يكون قدوة للآخرين في الخلق الحسن الذي يدعو إليه، كما جاء في قول الشاعر: لا تنه عن خلق وتأتي مثلهعار عليك إذا فعلت عظيم( )3- يجب تجنب الأخلاق السيئة من الظلم، تجنب المكر والخديعة، فحبل المكر قصير، وسرعان ما يقع من خطط للمكر والخديعة في ما خطط له من الشقاء والدهاء من إيقاع الآخرين فكما يقال (من حفر بئرا لأخيه وقع فيه). 4- الإفادة من مجالسة العلماء ومخالطتهم فهو وقر، وتجنب مداخل السوء أي ترك المرء مالا يعنيه فقد قال رسول الله i: ((من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه))( ).5- الحث على قول الحق في مختلف الأحوال حتى وإن كان الحق لك أو عليك، فناطق الحق له شأن عظيم بين أقرانه وجماعته.6- الحث على تلاوة كتاب الله تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وتكرار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل زمان وفي كلّ مكان سواء وجدنا المجيب أم لم نجد المجيب الذي يسمع.7- التمسك بما يطيل العمر ألا وهو صلة الرحم من الأخلاق النبيلة التي أوصى بها الله تعالى ورسوله الكريم محمد i، والعفو عند المقدرة وتلك سمة أخلاقية عالية لا يتسم بها إلا من هداه الله تعالى.