موقف المنصور الدوانيقي من الحركة العلمية للإمام الصادق عليه السلام
الكلمات المفتاحية:
موقف، المنصور، الدوانيقي، من، الحركة، العلمية، للإمام، الصادق، عليه، السلامالملخص
- كان الامام الصادق a وفي بداية خلافة ابي العباس السفاح يعيش في تقية مكثفة ومراقب من قبل العباسيين وذلك لخوفهم من أئمة الشيعة وخصوصا العلويين من ابناء علي a للمطالبة بحقهم في الخلافة وهذا ما حصل فعلا بعد ان سرقها ابناء عمومتهم العباسيين منهم مستغلين تعاطف الناس مع اهل البيت d وتذمرهم من خلافة الامويين ولذلك فقد منعوا الامام a بالاتصال بالناس وبث علومه. 2- وبعد تولي المنصور الخلافة قامت ثورات العلويين من الحسنيين وخصوصا الاخوين ابراهيم ومحمد(النفس الزكية) اولاد عبد الله بن الحسن فقضى عليهم وصادر اموالهم واحرق دورهم وحاصرهم اقتصاديا ولقد طالت هذه الاجراءات الظالمة التي قام بها المنصور وجلاوزته الامام الصادقa واهل بيته حيث احرقوا داره وعقروا نخله وصادروا امواله وجيء به الى الكوفة ليكون تحت انظار السلطة العباسية على الرغم من ان المنصور العباسي نفسه كان على علم بان الامام الصادقa ليس له علاقة بالثورات التي قام بها الحسنيين وعدم قناعته بها. 3- لقد حدث بعض الانفراج في وضع الامام الصادق a وحركته في المجتمع ساعده في نشر حركته العلمية منها ان المنصور كان قد سأل الامام الصادق a ذات يوم ان يعطيه شيء من عندهُ لا يكون لأحد مثلهِ فبعث اليه بمخصرة كانت للنبي i، ففرح بها المنصور فرحاً شديداً، وامر ان تُشق لهُ اربعة ارباع، وقسمها في اربع مواضع، ثم قال لهُ: "جزاؤك عندي إلا ان اطلق لكَ، وان تفشي علمكَ لشيعتك، ولا نعرُض لكَ ولا لهم فأقعد غير مُحتشم وافتِ الناس ولا تكون في بلدنا تقية " ففشا العلم عن الامام الصادق a ومضافا لما ذُكر فأنه لم تكُن هناك معارضة سياسية قوية في حينها حيث تم القضاء على ثورات الحسنيين كما ذكرنا. 4- لقد اغتنم الامام الصادق a هذه الظروف للدعوة الى مذهب اهل البيت d وقد أقام a بالكوفة يفيد الشيعة المنتمين إليه، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم، ولقد ازدهرت مدرسة الكوفة وبتأثير من الحركة العلمية القوية التي أوجدها الإمام a في هذا الوسط الفكري والعلمي حتى قيل: انهُ كان في مسجد الكوفة انذاك تسعمائة شيخ كُلٌ يقول: حدثني جعفر بن محمد الصادق، ونقل الناس عنه a من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان ولم ينقل عن أهل بيته العلماء ما نقل عنه ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار ولا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبد الله فإن أصحاب الحديث قد جمعوا أصحاب الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل، وقد صنّف قدماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية في الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت d ما يزيد على (ستّة آلاف وستمائة كتاب)، وقد كان من نتائج هذا العلم هو ظهور الكثير من ادعية الامام الصادق a مضافا الى انه a اظهر تربة امير المؤمنينa بعد ان كان الشيعة يزورونه في ظهر الكوفة ويدلون عليه خاصتهم، حيث ورد الى مسامع المنصور قوله a: إن في كتاب علي a أنه يظهر- اي القبر- في أيام عبد الله أبي جعفر الهاشمي ففرح المنصور بذلك ثم إنه a أظهر التربة فأخبر المنصور بذلك وهو في الرصافة، فقال: هذا هو الصادق، فليزر المؤمن بعد هذا إن شاء الله فلقبه بالصادق.5- لقد شهدت فترة الدور العباسي الاول ظهور الكثير من الفرق والحركات التي كانت تدعوا الى الالحاد والزندقة ونتيجة لتخوف الخلفاء العباسيين من هذه الحركات وتأثيرها على عامة المسلمين مما يشكل خطر حقيقي يهدد سلطانهم من جهة وعدم قدرتهم العلمية في التصدي لهذا الفكر الضال من جهة اخرى فقد كان المنصور العباسي وفي اكثر من مناسبة يستنجد بالامام الصادقa في الاجابة على الكثير من المسائل الفقهية والعلمية المستعصية وحضور المناظرات العلمية التي كانت تعقد في مجلسه لمواجهة هذا الفكر الضال ولقد ورد عنه انه قال له: " يا أبا عبد اللّه، لا نزال من بحرك نغرف، وإليك نزدلف، تبصّر من العمى وتجلو بنورك الطخياء، فنحن نعوم في سبحات قدسك، وطافي بحرك".6- وبعد ذلك كله بدأ المنصور العباسي يتخوف من نشاط الامام الصادقa وحركته العلمية ولقد ظهر ذلك في احاديث المنصور مع خادمه الربيع وفي اكثر من مناسبة حيث ورد عنه انه قال: "ويلك يا ربيع هذا الشجا المعترض في حلقي من أعلم الناس" وكذلك قوله له: "ويلك يا ربيع اكتمها عن الناس لا يفتنون به" وغيرها الامر الذي دفع المنصور الى تبني وتشجيع بعض اصحاب المذاهب الاسلامية وفرضه على العامة وليكون مذهب الدولة الرسمي في مقابل المذهب الجعفري كالمذهب الحنفي والمالكي وغيره وعندما لم تنجح هذه المحاولات في القضاء على الامام a والحد من نشاطه العلمي لجأ المنصور الى محاولة التخلص من الامام وتصفيته جسديا والتي انتهت بمقتله بالسم على يدي المنصور.
التنزيلات
منشور
2020-09-01
إصدار
القسم
العام