الأرواح المهيّمة في العرفان والفلسفة الإسلامية
الكلمات المفتاحية:
الأرواح المهيّمة في العرفان والفلسفة الإسلاميةالملخص
الملخص:-وفقا لـ"قاعدة الواحد" لا يصدر عن الذات الأقدس الإلهية - وهي واحدة بسيطة - سوى صادر واحد، عُبّر عنه في النصوص الدينية والفلسفية والعرفانية باسم "الصادر الأول". وأفادت النصوص الدينية أن الصادر الأول عن الذات الإلهية البسيطة هو الإنسان الكامل؛ أي الحقيقة المحمديةi؛ فالإنسان الكامل هو الظهور التام للذات الإلهية ومرآة تجليها الكامل، ويمكن فرض نحوين من الظهور له؛ الظهور بنحو الجلال الإلهي ويكون فانيا وممحوا في جلاله ولا يشهد سوى الذات؛ فلا يشهد وجود نفسه بل وحتى لا يعلم بخلق العالم وآدم، والظهور الثاني بنحو الجمال الإلهي ويشهد في هذا الظهور الكثرات، وعبرت النصوص الدينية عن الظهور الجمالي للحقيقة المحمديةi بتعبير العقل الأول، وهو مبدأ السلسة الطولية والواسطة في خلق الممكنات.يهدف الباحث في هذه الدراسة القائمة على المنهج الوصفي التحليلي إلى بيان وشرح المسألة التالية: الأرواح المهيّمة ليست هي الصادر الأول؛ بل هي أول ظهور وتجلٍّ للصادر الأول، هذه الأرواح ولأنها متوجهة للجلال الإلهي فهي مبهوتة بالذات ولا تشهد غيرها، وعليه فإنّ المقام الوجودي للأرواح المهيمة لا يتنافى مع "قاعدة الواحد" وذلك لأنّ ما يصدر حقيقة عن الواحد البسيط هو الصادر الأول (الحقيقة المحمديةi) والأرواح المهيمة هي الظهور الجلالي للصادر الأول، ومن ناحية ثانية فمع أنّ الأرواح المهيمة في عرض العقل الأول إلا أنها تتقدم عليه بالشرف، وذلك بسبب تقدم الجلال على الجمال بالشرف.
