الأعمش الكوفي (ت 148هـ) سيرته وإسهاماته العلمية
الكلمات المفتاحية:
الأعمش، الكوفي، ت 148ه، سيرته وإسهاماته العلميةالملخص
منذ تأسيس الكوفة في السنة السابعة عشر للهجرة - على الأرجح - وإلى يومنا هذا فإنها ظلت مناراً للعلم والعلماء ومدرسة خرجت مئات الآلاف من طلبة العلم ممن حملوا مشاعل الفكر والثقافة لينيروا الطريق للآخرين ولمع في سماء هذه المدينة العريقة نجم نخبة من خيرة وأجل علماء الأمة الإسلامية ممن كانت تشد لهم الرحال من كل حدب وصوب، من أجل الاستزادة العلمية من علومهم ومعارفهم الثره.وشهد جامعها الكبير الذي كان يعد بمثابة الجامعة في وقتنا الحاضر نشاطاً علميا واسعا وانتشرت حلقات الدرس في الفقه واللغة والنحو والتاريخ في ربوع باحته، فكانت الكوفة ميدانا تتلاقح فيه الرؤى والأفكار وتتبادل فيه الأخبار عن علوم ومعارف وثقافات المدن الأخرى. وهذه الأجواء العلمية الطيبة كانت خير حافز لكل طالب علم بأن يجتهد ويحسن ويخلص في عمله من أجل تحقيق مبتغاه العلمي. وهذا ما جسده الأعمش الكوفي الذي اجتهد كثيراً في سبيل أن يجد له مكاناً بين علماء الكوفة الأفذاذ، وهذا ما حققه فعلاً حتى أصبح علما من أعلام الكوفة البارزين وممن يشار له بالبنان وانعكست صورة ذلك في توافد طلاب العلم وتزاحمهم على مجلسه العلمي والذي وصف بأنه كان من أجل وأحسن مجالس الكوفة العلمية، وقد أشار العلماء إلى موسوعية الأعمش وإلمامه بمختلف العلوم فكان محدثاً وفقيهاً وقارئاً للقرآن وراوياً لأحداث التاريخ وأيامه. ولأجل هذا كله فالأعمش الكوفي جدير بالبحث ويستحق كل جهد يبذل في سبيل الكشف عن جوانب من حياته وتوضيح دوره المميز في خدمة الحركة الفكرية بعامة وفي خدمة مدينة الكوفة المقدسة بخاصة وفي ذلك يحدونا الأمل في أن نوفق في توضيح الخطوط العريضة لحياة هذا العالم الجليل من خلال هذا البحث المتواضع الذي لا يشكل بالنسبة لنا إلا نقطة الشروع برحلة طويلة مع الأعمش الكوفي سنبدأها بجمع مروياته التاريخية من المصادر التاريخية ونبوبها ونصنفها وندرس مدى قيمتها من خلال مقارنتها بمرويات الآخرين من المؤرخين الكبار والمتصفح لكتب التاريخ والأدب سيلحظ وبوضوح مدى الكم الهائل من الروايات التي وردت عن طريق الأعمش الكوفي، كذلك يحدونا الأمل في جمع أحاديث الأعمش الكوفي في مسند خاص به.
