أثر الوقف في نشأة مكتبات العتبات المقدسة
الكلمات المفتاحية:
أثر، الوقف، نشأة، مكتبات، العتبات، المقدسةالملخص
الكتب والمكتبات كلاهما مظهرٌ حضاريُّ في حياة الأمم والشعوب، وعلى مدى التاريخ كله لم توجد في بقعة من الأرض إلا وكانت مرتبطة بالحضارة بصفة عامة وبالعلم والتعليم بصفة خاصة، وحيثما لا توجد ثقافة وتعليم، فلا نتوقع وجود كتب أو مؤلفات والعكس بالعكس وكنتيجة طبيعية لكثرة المؤلفات وجدت المكتبات والاهتمام بها والحفاظ عليها وترتيبها بحيث يسهل الرجوع إليها.نشأت مكتبات العتبات المقدسة كمكتبات دينية تسعى لترسيخ المفهوم الحقيقي للدين الإسلامي وبناء جيل مسلم واع متسلح بمبادئ الدين الحنيف يتبع سنة النبيّ الأعظم وأخلاقه والولاء لأهل بيته وسيرتهم (سلام الله تعالى عليهم).وكانت نواتها إهداء بعض الخلفاء والأمراء والوجهاء نسخ نادرة وثمينة من القرآن الكريم وأمّات الكتب من مصادر العلوم الدينية والتاريخية والفلسفية كذلك الحال في إهداء العديد من العلماء من مختلف بقاع العالم الإسلامي لنسخ مؤلفاتهم للعتبات المقدسة فضلاً عن وقف العديد من المكتبات الشخصية كل ذلك تبركا وطلبا لشفاعة صاحب القبر الشريف.ومع مضيّ الوقت أصبحت مكتبات العتبات المقدسة مكتبات عامة تخدم مختلف فئات المجتمع ومستوياته الثقافية والعلمية المتنوعة، ولم يمنع من ذلك كونها مكتبات دينية. فقد بقيت ذات صبغة دينية وما ساعدها على ذلك تواجدها في مجتمعات دينية ووجود بنايتها ضمن بنايات العتبات المقدسة وذلك ما يمثل حافزا نفسيا كبيرا تجاه ارتياد هذا النوع من المكتبات لأنها تعبر عن الانتماء للمجتمع الديني.وتأثرت مكتبات العتبات المقدسة بالأحداث السياسية التي مرّ بها البلد في مراحل مختلفة من تأريخه السياسي فتعرضت للحرق تارة وللنهب والسرقة تارة أخرى، كما أخذت منها الرطوبة والحرارة والعثة وغيرها من العوامل البيئية مأخذا كبيرا. غير أنها بعد الأحداث الأخيرة - سقوط نظام الحكم السابق- تم إعادتها إلى الحياة وتأسيس أقسام جديدة فيها، إذ أخذت المرجعية الدينية على عاتقها هذه المسؤولية وأعطت أوامرها الرشيدة مع الدعم المالي اللازم لإعادة تلك المكتبات للوجود لتواصل وظيفتها الثقافية والحضارية والعلمية. ساعية إلى توفير كل ما هو جديد ومفيد من خلال توفير المصادر الحديثة بشكلها التقليدي أو بالشكل الإلكتروني وتغطي مواضيع متنوعة منها الدينية، والتاريخية، والأدبية، والأخلاقية، والسياسية، والقانونية وبنسبة أقل العلوم التطبيقية وباقي فروع المعرفة.
