الشيخ أحمد الرفاعي البطائحي (512-575هـ)

المؤلفون

  • أ.د. إبراهيم جدوع الشيخ محسن السلمي

الكلمات المفتاحية:

الشيخ، أحمد، الرفاعي، البطائحي

الملخص

من البديهي القول ان الباحث في علم التاريخ الإسلامي عند كتابته لبحث تاريخي أكاديمي فانه يستعين بعدد من المصادر التي تمكنه من ذلك، ومنها الآثار الظاهرة للعيان أو المندثرة في باطن الأرض والتي يكلف في البحث عنها المنقب الاثاري الذي يزيح النقاب عن المنطقة أو الشخصية التي يهدف الباحث للكتابة عنها , ومنها ايضا المخطوطات والوثائق والكتب التي قام بتصنيفها المورخون والجغرافيون وعلماء الأنساب والذين كتبوا في علم التراجم والرجال(1).وهناك بعض المناطق التي لازالت أطلالها بارزة للعيان تقع ضمن مناطق واسعة تحيط بها كانت قد غمرتها مياه الفيضانات ومنها منطقة ذي قار والقرى التابعة لها إذ غمرت بالمياه المتدفقة من نهري دجلة والفرات وحلت تلك المياه التي اكتسحت السدود محل قرى عامرة وارض متصلة ابتدأ ظهورها منذ فترة قبل الإسلام وتوسعت كثيرا في أواخر عهد الساسانيين بسبب انبثاق البذوق على ضفتي دجلة والفرات وإهمال المسؤولين في إصلاحها(2) وبسبب ذلك ظهر مايسمى بالبطائح التي شملت بطائح الكوفة وبطائح البصرة وبطائح ذي قار التي عدها البلدانيون المسلمون امتدادا لبطائح واسط حيث لم نجد مايشير إلى وجود كلمة بطائح ذي قار(3( ومن الناحية اللغوية ترجع أصل كلمة بطائح إلى كلمة تبطح حيث يتبطح الماء يمينا وشمالا إذا اتسع في الأرض(4). أما اصطلاحا فان اسم البطائح يطلق على ذلك المنخفض الذي كان قد تعرض إلى غمر المياه بشكل منتظم . وقد أطلقها الجغرافيون العرب خلال الفترة العباسية على المستنقعات الواقعة في القسم الأسفل من الفرات بين الكوفة وواسط شمالا والبصرة جنوبا(5) لكن مياه الفيضانات لم تصل إلى بعض بقاع واسط وذي قار بسبب ارتفاعها عن مستوى الأراضي المحيطة بها، حيث استمر أهلها في سكناها، واستمرت بعض القرى في حياتها الاعتيادية وشكلت نواة لنشأة إمارة عربية ظهرت على مسرح السياسة خلال فترة العصر العباسي، وهي الفترة التي احتل فيها البويهيون العراق (334هـ – 447هـ ) إذ قام عمران بن شاهين السلمي بتأسيس إمارته المعروفة ب (إمارة البطائح العربية) والتي أبدت مقاومة للنفوذ البويهي بسبب امتدادها في منطقة واسعة انطلاقا من مركزها في مدينة واسط (قضاء الحي الحالي) مرورا بمناطق قلعة سكر والرفاعي والغراف ومحافظة الناصرية (ذي قار حاليا) والبصرة ثم الاحواز(6)، والقرية التي اعتبرتها نموذجا لقرى ذي قار هي قرية أم عبيدة(والتي تبعد شرق قضاء الرفاعي الحالي بحوالي 30كم )،وتبعد كما ذكر الرحالة ابن بطوطة مسافة يوم واحد جنوب واسط باتجاه محافظة ذي قار حيث قام الرحالة المذكور بزيارة مقام الإمام الرفاعي فيها والذي هو موضوع بحثنا هذا(7).

التنزيلات

منشور

2008-01-01