انعكاسات التسوية على الأمن والعقيدة العسكرية الإسرائيلية
الكلمات المفتاحية:
انعكاسات، التسوية، الأمن، العقيدة، العسكرية، الإسرائيليةالملخص
شهد التخطيط العسكري الإسرائيلي (الإستراتيجية العسكرية) عمليات تغير واسعة في عناصرها الهامة ومنذ فترة طويلة ، لهذا فقد خضع إلى عملية مراجعة مكثفة متخذةً طابعاً أكثر تسارعاً مع التقدم البطيء والمتعثر لمسيرة التسوية للصراع العربي – الإسرائيل، إذ تصاعد الإهتمام في أوساط صانعي القرار والساسة والجمهور العام في إسرائيل حول إنعكاسات ومدى تأثير أنخراط إسرائيل في محادثات التسوية على التخطيط الأستراتيجي الإسرائيلي ومتطلبات ذلك من الامور السياسية والعسكرية والمرتبطة أصلاً بمستقبل الوجود الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط بما يتضمنه ذلك من ضرورة الأحتفاظ بكفة التوازن النوعي تجاه دول المنطقة ومع الأقرار بأن ذلك لا يعني حتمية وضرورة أن عملية المراجعة للمفهوم الستراتيجي كان مردها فقط تطورات مسيرة التسوية وإنما إنطلقت أيضاً من الرغبة في مسايرة متطلبات التحولات العاصفة والغير محسوبة في النظام السياسي الدولي ومنظومته السياسية (الدول) على الصعيدين العقائدي والسياسي إبتداءً من نهاية الحرب الباردة وأنهيار المنظومة الشيوعية وصولاً إلى أحتلال العراق وتخلخل المنظومة العربية أمنياً ووحدوياً حول طبيعة التحديات الأمنية الجديدة وما وصلت إليه مساعي إسرائيل في السلام تجاه العرب . وكل ذلك دفع الساسة الإسرائيليون إلى حقيقة أنه من الضروري والحيوي إجراء تعديل جوهري حاسم في المفهوم السوقي والأستراتيجي الإسرائيلي بعد أن أفرزت التطورات المشار إليها أنواعاً جديدة من التحديات الأمنية حسب الفهم الأسرائيلي ما يستلزم بالتالي إعادة تكييف ذلك المفهوم كي يكون متجاوباً بصورة فاعلة مع تلك التغيرات الحاسمة لا أن يكون رد فعل لتقلباته وذلك يستلزم حسب الفهم الإسرائيلي في مجاله النظري صيغة أمثل لتحديد وتعبئة الموارد وأستخدامها في كافة الظروف بحيث تكون متناغمة مع التهديدات الجديدة الأمن الإسرائيلي على الصعيدين الأقليمي والدولي وهذا يتطلب إدراكاً لمنظومة التحديات الكامنة في نسيج البيئة السياسية على الصعيدين الأكاديمي والعسكري مما ينعكس منطقياً على عملية (صنع القرار الأمني) والسياسة العسكرية والفكر الأستراتيجي برمته متمثلاً بصياغة أولويات ذلك للأمن وأغراضه ووضع ركائز العقيدة العسكرية على صعيد بناء القوات العسكرية وتشكيلاتها وضبط التسلح على إيقاع الأمنيّن (الإقليمي لدول المواجهة العربية) والدولي (النظم الرافضة للوجود الإسرائيلي على الصعيد الإسلامي) وذلك لمواجهة كل المفاجأت ومصادر التهديد الفعلية منها والمحتملة .