التفسير الفقهي عند الإمام علي بن أبي طالب a آيات الحدود أنموذجاً
الكلمات المفتاحية:
التفسير الفقهي عند الإمام علي بن أبي طالب a آيات الحدود أنموذجاًالملخص
في هذه البحث ثمة محاولة تهدف إلى الكشف عما جاء به الإمام علي بن أبي طالب a من تفسير فقهي لآيات الحدود أنموذجاً.وفي هذا المنحنى أشير في الخاتمة إلى أبرز ما توصل إليه البحث من نتائج على شكل نقاط:1- بدأ التفسير الفقهي موضوعاً منذ عصر الرسالة إذ اقترنت مسيرته مع نزول القرآن، لاسيما المدني منه حيث الدولة واتساق الأحكام وتوالي التشريع الإلهي وكان الرسول الكريم i أول من فسر القران فقهياً، ومن ثم تبعه أهل بيته الطاهرون والصحابة النجباء والتابعون وتابعو التابعين.2- وكان رأس المفسرين دون ريب أمير المؤمنين الأمام علي a، ونهج نهجه من جاء من بعده، واستنار برأيه من عاصره من علية القوم، ونهج نهجه من جاء بعده، ومشى على هداه المسلمون في ذلك، وتبعه المفسرون، وليس هذا بالأمر المستغرب بعد قول رسول الله i: ((عليٌ مع القرآن والقرآن مع عليٌ)). ولم يكن هذا الأمر خفياً بل هو الأصل في رجوع الصحابة إليه، وانتشار ما أَثر عنه تفسيراً وعرضاً وما أشتمل عليه نهج البلاغة من سيرورة مع القرآن في مئات الأبعاد، وعشرات الاتجاهات. 3- التفسير الفقهي - موضوع هذا البحث - جزء من التفسير الموضوعي، الذي يعنى بجمع الآيات القرآنية المتفرقة في سور القران العظيم، المتعلقة بالموضوع الواحد لفظاً وحكماً وتفسيرها حسب مفردات الأحكام، التي تمثل المحتوى التشريعي في القران العظيم، وهي تتناول كل ما تحتاجه حياة المسلم من العبادات والمعاملات والإيقاعات، والديات، وغيرها من الأبواب الفقهية في معالجتها لشتى الأحكام.فهذا النوع من التفسير يتفق مع روح العصر الحديث الذي يطالبنا ان نخرج للناس أحكاماً عامة للمجتمع الإسلامي، مصدرها القران الكريم والسنة النبوية الشريفة على هيئة مواد وقوانين مدروسة يسهل تناولها والإنتفاع بها، فيجد الطالب ضالته دون تعب أو مشقة في ذلك بعيداً عما ملئت به كتب التفسير المتسلسل من أحكام بعضها في أوله، وأخرى في وسطه وسواهما في آخره.4- تفسير القرآن فقهياً هو الأساس والغاية من معرفة القرآن العظيم لأن الله أمر ونهى، والأوامر والنواهي هي أحكام شرعية فالوصول إلى هذه الأحكام لا يتم إلا بعد تفسير القرآن فقهياً، قال تعالى: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ]. وجوهر العبادة أحكامها، والأحكام في كتاب الله العظيم والنبي i لسانها الناطق، وإليه والى الأئمة d يرجع في الخلاف، قال تعالى: [فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا].5- إن مدرسة أهل البيت في التفسير الفقهي تمتلك خصائص وقيماً عليا تجعلها صالحة لكل عصر ومصر ولا تضيق ذرعا بحاجات ومشكلات الأقوام الذين آمنوا بها ودخلوها، وكما هو معلوم أن الشريعة الإسلامية فيها من السعة والشمول والكمال والاجتهاد في النظر العلمي على قواعده وأصوله المعروفة، وهو الطريق للوصول إلى ما يحتاجه الناس في مسيرتهم الطويلة، قال تعالى: [أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ].
